شهدت الأوساط الثقافية إطلاق النسخة العربية من كتاب قادة النفط لمؤلفه الدكتور إبراهيم المهنا والذي يقدم رؤية تحليلية معمقة تجمع بين عوالم السياسة والاقتصاد والطاقة ويرصد دور القادة في تشكيل أسواق النفط العالمية ويأتي هذا الإصدار الجديد الصادر عن دار تشكيل بترجمة أحمد التويم بالتزامن مع فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب لعام 2025.
يتعمق الكتاب في محطات تاريخية مفصلية أثرت في صناعة البترول والسياسة الدولية حيث يتناول أحداثا بارزة مثل انهيار أسعار النفط عام 1986 وتداعيات الغزو العراقي للكويت عام 1990 وما شهده مؤتمر أوبك في جاكرتا عام 1997 إضافة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008 وصولا إلى التحولات الكبرى التي تشهدها أسواق الطاقة حاليا. ويفند المؤلف في عمله عددا من الطروحات الغربية الرائجة ومنها الحديث عن وجود مؤامرات نفطية بين الرياض وواشنطن خلال حقبة الثمانينات ويؤكد أن آليات صناعة القرار النفطي أكثر تعقيدا وعمقا من هذه التفسيرات المبسطة.
يسلط كتاب قادة النفط الضوء بشكل خاص على الدور المحوري الذي لعبته المملكة العربية السعودية في أسواق الطاقة العالمية خلال العقود الماضية ويؤكد أن المملكة نجحت في ترسيخ حضورها كقوة فاعلة ومؤثرة من خلال اتخاذ قرارات عقلانية وحاسمة خاصة في أوقات الأزمات الكبرى ومنها أزمة جائحة كورونا عام 2020 وما تبعها من تحديات مالية واقتصادية هائلة أثرت في العالم بأسره.
ويستند هذا التحليل المعمق إلى خبرة مؤلفه الدكتور إبراهيم المهنا الطويلة والممتدة لأكثر من ثلاثة عقود في قلب صناعة الطاقة حيث شغل منصب مستشار لوزير الطاقة منذ عام 1989 وعمل مع أربعة وزراء مختلفين ولا يزال في منصبه حتى اليوم. وقبل انتقاله إلى الوزارة كان المهنا قد حصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الدولية من الولايات المتحدة وعمل أستاذا في جامعة الملك سعود كما شارك في مئات المؤتمرات الدولية ونشر العديد من الدراسات باللغتين العربية والإنجليزية وتقديرا لإسهاماته الأكاديمية كرمته جامعة الملك سعود عام 2024 بإنشاء كرسي بحثي خاص يحمل اسمه.
وكانت النسخة الإنجليزية من الكتاب التي صدرت عام 2022 بالتعاون مع جامعة كولومبيا في نيويورك قد حققت انتشارا واسعا ولاقت إشادة من كبار المسؤولين وخبراء الطاقة على مستوى العالم ورشحت لجوائز مهمة كما حظيت باهتمام إعلامي كبير واستعرضتها وسائل إعلام عالمية مرموقة من بينها صحيفة فاينانشيال تايمز ووكالة بلومبيرغ ودورية فورين أفيرز.
ويعد الكتاب أول إصدار في مجال البترول يؤلفه كاتب سعودي وتنشره جامعة أمريكية وقد اعتمدته بعض الجامعات الغربية مرجعا أكاديميا أساسيا في دراسات الطاقة والشرق الأوسط. ويركز المؤلف في تحليله على أدوار صناع القرار في السوق النفطية من رؤساء دول ووزراء ورؤساء شركات كبرى ويقدم قراءة لمواقفهم وقراراتهم السياسية والإعلامية مبينا تأثيرها المباشر في حركة الأسواق العالمية وتوازنات العرض والطلب.
