حب الشباب: خبراء يضعون خارطة طريق للعناية بالبشرة والتخلص منه نهائيا

حب الشباب: خبراء يضعون خارطة طريق للعناية بالبشرة والتخلص منه نهائيا
حب الشباب: خبراء يضعون خارطة طريق للعناية بالبشرة والتخلص منه نهائيا

يمثل التعامل مع البشرة المعرضة لحب الشباب تحديًا يتطلب فهمًا عميقًا لطبيعة الجلد ونوع البثور الظاهرة. إن وضع خطة عناية شخصية وتعديل بعض العادات اليومية يعتبر حجر الزاوية في السيطرة على هذه المشكلة الشائعة حيث تختلف استجابة كل بشرة للعلاجات والمنتجات المتاحة وهو ما يؤكد عليه الأطباء.

قبل البدء بأي روتين علاجي من الضروري تحديد نوع البشرة بدقة وهي خطوة أولى يمكن إجراؤها بسهولة في المنزل. يتم ذلك عبر غسل الوجه بصابون لطيف مخصص للأطفال ثم تجفيفه برفق والانتظار لبضع ساعات دون تطبيق أي مستحضرات. بعد انقضاء هذه المدة يمكن ملاحظة حالة الجلد فإذا ظهر لامعًا فهذا يشير إلى أنه دهني أما إذا بدا متقشرًا أو خشن الملمس أو محمرًا فهو جاف. هناك أيضًا البشرة المختلطة التي تجمع بين الجفاف على الخدين واللمعان في منطقة الجبهة والأنف والذقن بينما تتميز البشرة الطبيعية بمظهر صحي متوازن وخالٍ من المشاكل الظاهرة.

إلى جانب معرفة نوع البشرة يجب تصنيف حب الشباب نفسه لفهم طبيعته بشكل أفضل. يقسم الخبراء حب الشباب إلى فئتين أساسيتين الأولى هي حب الشباب غير الالتهابي ويشمل الرؤوس السوداء التي تظهر كنقاط داكنة مسطحة على سطح الجلد والرؤوس البيضاء التي تكون على شكل نتوءات صغيرة بلون الجلد. أما الفئة الثانية فهي حب الشباب الالتهابي وتتضمن أشكالًا أكثر تهيجًا مثل الحطاطات وهي نتوءات حمراء صغيرة والبثور التي تحتوي على صديد وقد تتطور عن الحطاطات نفسها. كما توجد أشكال أكثر شدة لهذا النوع مثل العقيدات والخراجات العميقة.

إن وضع روتين عناية يومي فعال يعتمد على استخدام مكونات نشطة أثبتت فاعليتها. من أبرز هذه المكونات حمض الساليسيليك الذي يعد خيارًا مثاليًا للتعامل مع الحطاطات والبثور وبنزويل بيروكسايد الذي يعمل على قتل البكتيريا المسببة لحب الشباب ويناسب جميع أنواعه. كذلك تلعب الريتينويدات دورًا مهمًا في استهداف حب الشباب الالتهابي وتعتبر مكونًا وقائيًا ممتازًا ويمكن لأطباء الجلدية وصف تركيبات أقوى منها عند الحاجة.

يتكون الروتين اليومي من خطوات صباحية ومسائية. في الصباح يبدأ الروتين بمنظف فعال لإزالة الشوائب ثم تونر للتخلص من الزيوت الزائدة التي قد تساهم في ظهور البثور. بعد ذلك يأتي دور المرطب الذي يعد ضروريًا لجميع أنواع البشرة حتى الدهنية للحفاظ على توازنها. وأخيرًا يجب تطبيق واقٍ من الشمس بعامل حماية لا يقل عن 30 لأن بعض علاجات حب الشباب تزيد من حساسية الجلد تجاه أشعة الشمس. أما الروتين المسائي فيبدأ بإزالة المكياج بالكامل لمنع انسداد المسام ثم استخدام المنظف مجددًا للتخلص من الأوساخ المتراكمة خلال اليوم وتليه خطوة العلاج الموضعي الذي يطبق مباشرة على الحبوب لاستهدافها وعلاج الندوب ومنع ظهور بثور جديدة.

لتحقيق أفضل النتائج يجب دعم روتين العناية بمجموعة من الإجراءات الوقائية. يوصى بغسل الوجه مرتين يوميًا عند الاستيقاظ وقبل النوم وتجنب الإفراط في الغسيل إلا بعد التعرق الشديد لأن ذلك قد يهيج البشرة. يجب التعامل مع الجلد بلطف شديد وتجنب الفرك القاسي أو المقشرات الخشنة لأن حب الشباب ليس ناتجًا عن الأوساخ. من الأخطاء الشائعة التي يجب الامتناع عنها تمامًا العبث بالحبوب أو فقعها فهذا السلوك لا يؤدي فقط إلى ندوب دائمة بل قد ينقل البكتيريا إلى مسام مجاورة ويفاقم الالتهاب.

تتضمن الوقاية أيضًا الاهتمام بنظافة الأدوات التي تلامس الجلد مثل فرش المكياج التي يجب غسلها أسبوعيًا على الأقل. عند اختيار المنتجات يجب التأكد من أنها تحمل علامة غير كوميدوغينيك أو لا تسد المسام وتكون خالية من الزيوت والكحول والعطور المهيجة. كما يجب الانتباه إلى منتجات العناية بالشعر التي قد تترك بقايا على الوجه وتسبب البثور لذا يُفضل إبقاء الشعر بعيدًا عن الوجه خصوصًا أثناء النوم. إن الحفاظ على ترطيب الجسم عبر شرب كميات كافية من الماء قد يساعد الجلد على مقاومة الزيوت الزائدة. وفيما يتعلق بالنظام الغذائي ورغم وجود بعض الأبحاث التي تربط بين الكربوهيدرات ومنتجات الألبان وحب الشباب إلا أنه لا ينصح بإلغاء أي مجموعة غذائية دون استشارة طبية.

في بعض الحالات لا تكون العناية المنزلية كافية. يمكن للمنتجات المتاحة دون وصفة طبية أن تعالج حب الشباب الخفيف ولكن إذا لم يظهر أي تحسن ملحوظ أو في حالات حب الشباب المتوسط إلى الشديد مثل حب الشباب الكيسي الذي يسبب تندبًا يصبح من الضروري استشارة طبيب أمراض جلدية. الطبيب المختص هو الوحيد القادر على تشخيص الحالة بدقة ووصف الأدوية والعلاجات المناسبة التي قد تكون ضرورية لمنع تفاقم المشكلة وتجنب الآثار طويلة الأمد.