الإسعافات الأولية: دليلك للتعامل مع آلام وإصابات الحرارة والبرودة الطارئة

الإسعافات الأولية: دليلك للتعامل مع آلام وإصابات الحرارة والبرودة الطارئة
الإسعافات الأولية: دليلك للتعامل مع آلام وإصابات الحرارة والبرودة الطارئة

يُعد استخدام العلاج الحراري والبارد من الأساليب الشائعة والفعالة في مجال الإسعافات الأولية وإدارة الآلام المزمنة حيث يقدم كل منهما آلية مختلفة لتسكين الأوجاع. ويُعتبر هذا النهج المزدوج خيارا مفضلا للتعامل مع مجموعة واسعة من الحالات بدءا من الإصابات الرياضية الحديثة وصولا إلى الأمراض المزمنة التي تؤثر على المفاصل والعضلات.

يعتمد العلاج بالحرارة على مبدأ زيادة تدفق الدم والمغذيات نحو المنطقة المتأثرة مما يجعله مثاليا لمعالجة التصلب الذي يشعر به الشخص في الصباح أو لتهيئة العضلات قبل الشروع في أي نشاط بدني. في المقابل يعمل العلاج بالبرودة على إبطاء الدورة الدموية في منطقة الإصابة وهو ما يساهم بفاعلية في تقليل التورم وتخفيف حدة الألم ولذلك يُنصح به غالبا للآلام قصيرة الأمد الناتجة عن إصابات حديثة مثل حالات الإجهاد العضلي أو الالتواءات.

يمكن اللجوء إلى أي من الطريقتين الحرارية أو الباردة لتخفيف الأوجاع والآلام المصاحبة لحالات مرضية مزمنة ومتعددة تشمل التهاب المفاصل التنكسي والتهاب المفاصل الروماتويدي وآلام الظهر المزمنة والألم العضلي الليفي وكذلك آلام الرقبة. وتوفر كلتا الوسيلتين راحة ملحوظة من أعراض مختلفة مثل تشنجات العضلات وأوجاعها وآلام أسفل وأعلى الظهر والمفاصل المتصلبة أو المتورمة والحساسة بالإضافة إلى تصلب الرقبة والألم الذي قد يصيب الأصابع أو اليد أو الرسغ أو الركبة.

لتطبيق الكمادات كوسيلة لتخفيف الآلام المؤقتة يمكن استخدام أدوات بسيطة ومتوفرة مثل وسادة التدفئة الكهربائية أو كيس الجل الذي يمكن تسخينه أو تجميده أو حتى كيس من الثلج أو الخضراوات المجمدة. كما يمكن استعمال منشفة صغيرة مبللة بماء ساخن أو بارد بعد عصرها ووضعها مباشرة على المنطقة المؤلمة.

عند استخدام هذه الكمادات يجب اتباع تعليمات هامة لضمان السلامة أولها ضرورة حماية الجلد عبر لف الكمادة الساخنة أو الباردة بمنشفة رقيقة لتجنب أي ضرر محتمل. كما يجب تحديد مدة التطبيق بحيث لا تتجاوز 15 إلى 20 دقيقة في كل مرة مع تكرارها عدة مرات يوميا. من الطبيعي أن يكتسب الجلد لونا ورديا خفيفا بعد إزالة الكمادة لكن من المهم الانتظار حتى تعود البشرة إلى لونها وحرارتها الطبيعية قبل إعادة تطبيق العلاج.

هناك علامات تحذيرية تستدعي استشارة الطبيب فورا بعد استخدام الكمادات لأنها قد تشير إلى حدوث ضرر للجلد بسبب درجة الحرارة الشديدة. من هذه العلامات تغير لون الجلد إلى الأحمر الأرجواني أو الأحمر الداكن أو ظهور بقع حمراء وبيضاء بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي أو تورم أو بثور جلدية.

يمكن أيضا استغلال قوة الماء لتهدئة العضلات والمفاصل المتألمة من خلال ما يعرف بالعلاج المائي. يساعد الوقوف تحت دش دافئ أو الاسترخاء في حوض استحمام دافئ لبضع دقائق على تهدئة الجسم واسترخائه كما يُنصح بالاستحمام بماء دافئ قبل ممارسة التمارين الرياضية لتخفيف تصلب المفاصل والعضلات. وعلى النقيض يُستخدم الماء البارد بعد الأنشطة البدنية للمساعدة في تهدئة الألم العميق والشعور بالحرقة وتقليل الالتهابات.

لتعزيز الشفاء وزيادة تدفق الدم وتقليل الألم والتورم في آن واحد يمكن تطبيق تقنية حمام التباين. تتضمن هذه الطريقة تجهيز وعاءين كبيرين أحدهما يحتوي على ماء دافئ والآخر على ماء بارد ثم تُنقع المنطقة المصابة في الماء الدافئ لمدة خمس دقائق تقريبا قبل نقلها مباشرة إلى الماء البارد لمدة دقيقة واحدة. يتم تكرار هذا التناوب بين الدافئ والبارد لأربع أو خمس مرات متتالية.