دخل الإغلاق الحكومي الأمريكي حيز التنفيذ رسميا مما ألقى بظلال من عدم اليقين على الأسواق العالمية ودفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة وعلى رأسها الذهب. ويأتي هذا التطور بعد فشل الكونغرس في التوصل إلى اتفاق تمويل بسبب الانقسامات الحزبية العميقة مما يعزز من المخاوف بشأن أزمة طويلة ومرهقة قد تؤدي إلى فقدان آلاف الوظائف الفيدرالية.
تعود أسباب الأزمة الحالية إلى مقاومة مستمرة من الديمقراطيين لمشروع قانون الإنفاق الذي أيده الحزب الجمهوري وفشل في الحصول على الموافقة اللازمة بمجلس الشيوخ. ونتيجة لهذا الاضطراب في الوكالات الفيدرالية قد يتأخر صدور بيانات وظائف القطاعات غير الزراعية الهامة لشهر سبتمبر والتي كان من المقرر الإعلان عنها يوم الجمعة حيث تقدم هذه البيانات مؤشرات دقيقة حول صحة سوق العمل.
وتزيد هذه الأوضاع من الضغوط على البنك الاحتياطي الفيدرالي إذ أن تباطؤ سوق العمل كان دافعا رئيسيا لقرار خفض أسعار الفائدة في سبتمبر. وقد أظهر تقرير فرص العمل JOLTS الصادر مؤخرا نموا طفيفا في فرص العمل المتاحة في الولايات المتحدة خلال أغسطس مصحوبا بانخفاض في عمليات التوظيف وهو ما دفع المتداولين لزيادة توقعاتهم بخفض جديد للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر وخفض آخر يليه في ديسمبر.
وعلى الرغم من التوجه العام نحو سياسة نقدية أكثر تساهلا يسود الحذر في الأسواق بشأن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة خصوصا بعد سلسلة من التصريحات المتشددة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي. فقد أكدت لوري لوغان رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس على ضرورة توخي الحذر الشديد بشأن أي تخفيضات مستقبلية مشيرة إلى أن البنك المركزي لن يفكر في المزيد من التخفيضات إلا إذا شهد سوق العمل تدهورا أكبر.
ويبقى الاتجاه الصعودي هو السمة الغالبة على تحركات المعدن الأصفر على المديين القصير والمتوسط مدعوما بالتوترات الجيوسياسية ومخاوف الأسواق المتعلقة بالإغلاق الحكومي الأمريكي إضافة إلى السياسة النقدية الحالية للبنك الفيدرالي. ويعد الذهب التحوط التقليدي ضد التقلبات الاقتصادية والسياسية ويشهد انتعاشا كبيرا في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يقدم عائدا وقد حقق مكاسب كبيرة هذا العام.
وفي السوق المصرية انعكست هذه التطورات العالمية على الأسعار الفورية للذهب حيث سجلت مستويات مرتفعة بالتزامن مع قفزات المعدن عالميا إلى أعلى قمة له على الإطلاق وسط طلب مرتفع. ووصل سعر جرام الذهب من عيار 24 إلى 5985 جنيها بينما سجل عيار 21 الأكثر شيوعا 5237 جنيها وبلغ سعر عيار 18 نحو 4489 جنيها أما الجنيه الذهب فقد وصل سعره إلى 41896 جنيها.
