يعاني الكثيرون من فطريات الفم أو ما يعرف بالقلاع الفموي وهي حالة مزعجة تنتج عن تكاثر فطر كانديدا ألفيكانز بشكل يفوق المعدل الطبيعي داخل تجويف الفم. ومع أن العلاجات الطبية تعد حلا سريعا فإن العديد من الأشخاص يفضلون اللجوء إلى الطرق الطبيعية الآمنة التي تساهم في تهدئة الأعراض وكبح نمو الفطريات خاصة في المراحل الأولى والخفيفة من العدوى.
يمكن الاعتماد على مكونات بسيطة من المطبخ لمكافحة هذه المشكلة حيث يعد محلول الماء والملح من أشهر العلاجات المنزلية وأكثرها فعالية. يتم تحضيره بإذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ واستخدامه كغسول للفم عدة مرات خلال اليوم إذ إن خصائص الملح المطهرة تساعد على تقليل التهيج وخفض أعداد الفطريات في الفم.
تلعب بعض المواد دورا مهما في تغيير بيئة الفم لجعلها غير مناسبة لنمو الفطريات ومنها صودا الخبز التي توازن درجة الحموضة. يمكن استخدامها عن طريق إذابة نصف ملعقة منها في كوب ماء دافئ والمضمضة بالخليط مرتين يوميا. وعلى نفس المنوال يأتي دور خل التفاح الذي يمكن إضافة ملعقة صغيرة منه إلى كوب ماء واستخدامه كغسول فموي للحد من انتشار الفطريات مع ضرورة تجنب استخدامه بشكل مركز لحماية اللثة من التهيج.
لا يقتصر العلاج على الحلول الموضعية فقط بل يمتد ليشمل النظام الغذائي والعادات الصحية. إن تناول الزبادي الطبيعي غير المحلى والغني بالبروبيوتيك يساهم في استعادة التوازن البكتيري الصحي في الفم مما يساعد الجسم على محاربة الفطريات بشكل طبيعي. كذلك ينصح الأطباء بتعديل النظام الغذائي عبر تقليل استهلاك السكريات والنشويات المكررة لأنها تعتبر غذاء رئيسيا للفطريات مع الحرص على الإكثار من شرب الماء وتناول الخضروات الطازجة.
تبرز الزيوت الطبيعية كخيار قوي بفضل خصائصها المضادة للفطريات. وتعد المضمضة بزيت جوز الهند وهي ممارسة تعرف باسم سحب الزيت من أشهر العلاجات المنزلية حيث يتم استخدام ملعقة من الزيت للمضمضة لمدة تتراوح بين عشر وخمس عشرة دقيقة يوميا لتقليل البكتيريا والفطريات. بالإضافة إلى ذلك يحتوي زيت القرنفل على مادة اليوجينول الفعالة ويمكن استخدامه بعد تخفيف قطرة واحدة في كوب ماء دافئ.
أثبتت بعض الدراسات المخبرية أن لزيت الأوريجانو خصائص مضادة للفطريات ويمكن استخدامه كمضمضة خفيفة بعد تخفيفه بالماء. كما يمتاز زيت شجرة الشاي بقدرته على مقاومة البكتيريا والفطريات ولكن يجب تخفيفه جيدا قبل الاستخدام لتجنب أي تهيج محتمل للفم. ومن جهة أخرى يحتوي الكركم على مادة الكركمين المعروفة بخصائصها المضادة للالتهابات والفطريات ويمكن استخدامه عبر إضافته إلى الحليب الدافئ أو تحضيره كمضمضة خفيفة.
من الضروري اتباع بعض الإرشادات الوقائية لضمان فعالية العلاجات وتجنب تفاقم الحالة. يجب استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع أو ازدادت حدتها. كما لا ينصح أبدا باستخدام الزيوت العطرية بشكل مركز ومباشر في الفم. ينبغي أيضا الحفاظ على نظافة فرشاة الأسنان والأدوات الفموية الأخرى بانتظام لمنع تكرار العدوى. ويتوجب على الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة أو مرضى السكري متابعة حالتهم مع طبيب مختص.
