
يثير التعامل اليومي مع الحيوانات الأليفة تساؤلات ومخاوف متزايدة لدى الكثيرين خاصة فيما يتعلق بمخاطر الخدوش أو العضات. فهذه الإصابات البسيطة ظاهريا قد تكون بوابة لانتقال أمراض خطيرة من الحيوان إلى الإنسان وهو ما يعرف علميا بالأمراض الحيوانية المصدر أو الأمراض المشتركة والتي قد تنتقل عبر اللعاب أو ملامسة البراز الملوث.
يعد مرض السعار أحد أخطر الأمراض الفيروسية التي قد تنتقل من الحيوانات المصابة حيث يهاجم الفيروس الجهاز العصبي المركزي. وتحدث العدوى بشكل أساسي من خلال لعاب الحيوان المصاب عند اختراقه للجلد عبر عضة أو حتى وصوله إلى جرح مفتوح وفي حالات نادرة يمكن أن ينتقل الفيروس من خدش تلوث بلعاب الحيوان. تشمل أعراضه الأولية الحمى والقلق والتهيج وتتطور لاحقا إلى صعوبة في البلع وهو مرض مميت في حال عدم الحصول على الرعاية الطبية الفورية واللقاحات اللازمة بعد التعرض للعدوى.
تحمل أفواه القطط والكلاب أنواعا متعددة من البكتيريا بشكل طبيعي مثل بكتيريا الباستوريلا أو المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للمضادات الحيوية. وعندما تدخل هذه البكتيريا إلى جسم الإنسان عبر خدش أو عضة يمكن أن تسبب التهابات جلدية حادة وتكوّن خراجات مؤلمة. ويحذر الأطباء من أن إهمال تطهير وعلاج مثل هذه الجروح قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى التهاب دموي حاد يهدد الحياة.
من الأمراض الشائعة التي ترتبط بالقطط بشكل خاص داء خدش القطة الذي تسببه بكتيريا البارتونيلا هنسيلي. تنتقل هذه البكتيريا إلى الإنسان عن طريق خدش أو عضة من قطة حاملة للعدوى وتبدأ أعراضه عادة بظهور نتوء أو بثرة حمراء في مكان الإصابة يتبعها تورم في الغدد الليمفاوية القريبة وشعور بالتعب العام مع احتمال ارتفاع درجة حرارة الجسم. وتزداد فرصة الإصابة بهذا المرض لدى الأطفال والأشخاص الذين يتعاملون مع القطط بشكل مستمر.
هناك أيضا داء المقوسات وهو مرض طفيلي ينتج عن طفيل التوكسوبلازما جوندي الذي يتواجد في براز القطط المصابة. وتنتقل العدوى للإنسان عند ملامسة البراز الملوث بشكل مباشر مثلما يحدث عند تنظيف صندوق فضلات القطط دون ارتداء قفازات ثم لمس الفم. ويشكل هذا المرض خطورة كبيرة على النساء الحوامل لأنه قد يسبب مضاعفات للجنين كما أنه يؤثر بشدة على الأفراد الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.
من جانب آخر تنتقل حمى عضة الفأر عن طريق بكتيريا معينة من القوارض المصابة إلى البشر ليس فقط عن طريق العض بل أيضا من خلال الخدوش أو ملامسة لعابها. وتظهر أعراض المرض على شكل حمى وآلام شديدة في المفاصل وطفح جلدي وإذا لم يتم علاجه باستخدام المضادات الحيوية المناسبة يمكن أن يكون المرض قاتلا.
للوقاية من هذه المخاطر الصحية يوصي الخبراء بضرورة تنظيف أي جرح أو خدش ناتج عن حيوان فورا وباستخدام الماء والصابون كخط دفاع أولي. كما يجب توخي الحذر الشديد عند التعامل مع الحيوانات الضالة أو غير المعروفة وتجنب لمسها. وتعد العناية الصحية بالحيوانات الأليفة أمرا محوريا ويشمل ذلك الالتزام بجدول التطعيمات الدورية خاصة لقاح السعار. ومن الإجراءات الوقائية الهامة ارتداء القفازات عند تنظيف أماكن فضلات الحيوانات والتوجه فورا إلى الطبيب في حال ظهور أي علامات للالتهاب مثل الاحمرار أو التورم أو الشعور بالحمى بعد التعرض لإصابة من حيوان.