شهدت أسواق المعادن النفيسة في مصر تحركات سعرية قياسية مع بداية التعاملات المسائية ليوم السبت الموافق 4 أكتوبر 2025 حيث وصلت أسعار الذهب محلياً إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة ويأتي هذا الارتفاع الكبير بالتزامن مع القفزات الهائلة التي سجلتها البورصات العالمية للمعدن الأصفر والتي اقتربت من حاجز 3900 دولار للأونصة عند الإغلاق الأمريكي مدفوعة بزيادة الطلب على الملاذات الآمنة.
يأتي هذا الصعود القوي في أسعار الذهب في ظل حالة من عدم اليقين تسيطر على الأسواق العالمية نتيجة للتطورات السياسية والاقتصادية في الولايات المتحدة حيث دخل الإغلاق الحكومي الأمريكي حيز التنفيذ رسمياً بعد أن فشل الكونغرس والبيت الأبيض في التوصل إلى اتفاق حول تمويل الحكومة وهو ما أدى إلى توقف معظم عملياتها وقد تسببت الانقسامات الحزبية العميقة في إشعال أزمة قد تكون طويلة ومرهقة وتهدد بفقدان آلاف الوظائف الفيدرالية.
انعكست هذه الأزمة بشكل مباشر على المناخ الاقتصادي حيث أدت الاضطرابات في الوكالات الفيدرالية إلى احتمالية تأجيل صدور بيانات وظائف القطاعات غير الزراعية لشهر سبتمبر والتي كان من المقرر الإعلان عنها يوم الجمعة وتعتبر هذه البيانات مؤشراً حيوياً لتقييم صحة سوق العمل الأمريكي الذي كان تباطؤه دافعاً أساسياً لقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر الماضي.
وعلى الصعيد المحلي سجلت أسعار الذهب في مصر الأرقام التالية:
بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 مستوى 5985 جنيهاً
وسجل سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولاً 5237 جنيهاً
ووصل سعر جرام الذهب عيار 18 إلى 4489 جنيهاً
فيما بلغ سعر الجنيه الذهب 41896 جنيهاً.
تتزايد التوقعات بين المتداولين بأن يتجه الفيدرالي الأمريكي نحو المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة خاصة بعد صدور تقرير JOLTS يوم الثلاثاء والذي أشار إلى نمو طفيف في فرص العمل المتاحة بالولايات المتحدة خلال شهر أغسطس مصحوباً بانخفاض في عمليات التوظيف الفعلية وهو ما عزز من التكهنات بخفض جديد قدره 25 نقطة أساس خلال هذا الشهر وخفض آخر في ديسمبر.
يعتبر الذهب أداة تحوط تقليدية ضد المخاطر الاقتصادية والسياسية ويزدهر بشكل خاص في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً وقد حقق الذهب مكاسب استثنائية تجاوزت 47% منذ بداية العام الحالي مما يؤكد هيمنة الاتجاه الصاعد على تحركاته على المديين القصير والمتوسط في ظل التوترات الجيوسياسية ومخاوف الأسواق المستمرة.
ورغم هذه التوقعات المتفائلة بشأن خفض الفائدة لا تزال الأسواق تتعامل بحذر مع هذا الأمر خاصة بعد سلسلة من التصريحات المتشددة التي أدلى بها عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي فقد أكدت لوري لوغان رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس على ضرورة توخي الحذر الشديد فيما يتعلق بأي تخفيضات مستقبلية للفائدة مشيرة إلى أن البنك المركزي لن يفكر في المزيد من التخفيضات إلا إذا شهد سوق العمل تدهوراً أكبر.
