
يعد الفطر مكوناً غذائياً ذا قيمة عالية لاحتوائه على مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تعزز الصحة العامة للجسم. ويتميز بكونه طعاماً منخفض السعرات الحرارية وفي الوقت نفسه غنياً بالألياف والبروتين مما يجعله خياراً مثالياً ضمن أي نظام غذائي يهدف للحفاظ على الوزن أو إنقاصه.
أظهرت دراسات متعددة أن دمج الفطر في النظام الغذائي إلى جانب ممارسة الرياضة يمكن أن يساهم بفاعلية في فقدان الوزن كما أن مضادات الأكسدة فيه قد تساعد على حماية الجسم من ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالسمنة. ويعود الفضل في قدرته على خفض ضغط الدم إلى محتواه الغني من البوتاسيوم الذي يقلل من التأثير السلبي للصوديوم ويخفف التوتر في الأوعية الدموية.
يحتوي الفطر على عناصر غذائية ضرورية لتقوية الجهاز المناعي حيث أن تأثيره المضاد للالتهابات يحسن من كفاءة عمله. فالفطر غني بعنصر السيلينيوم الذي يمنع تلف الخلايا وفيتامين ب6 الذي يساعد في تكوين خلايا الدم الحمراء بالإضافة إلى فيتامين د الذي يدعم نمو الخلايا. وعندما يتعرض الفطر للأشعة فوق البنفسجية يصبح مصدراً جيداً لفيتامين د المهم لصحة العظام والمناعة كما يعتبر فطر الكريمة مصدراً ممتازاً للزنك الضروري لنمو الرضع والأطفال.
خلافاً للاعتقاد السائد بأن المشروم من الخضروات فهو في الحقيقة نوع من الفطريات ويمثل الثمرة التي تنتجها هذه الكائنات. وتختلف الفطريات عن النباتات في طريقة تكاثرها حيث إنها لا تنتج بذورا بل تطلق ملايين الأبواغ المجهرية التي تنمو تحت قبعتها. وينمو المشروم إما فوق سطح الأرض أو مباشرة على مصدر غذائه ويعود أصله إلى مناطق أمريكا الشمالية وأوروبا ويشتهر بنكهته الخفيفة وملمسه الشبيه باللحم.
توجد أعداد هائلة من أنواع الفطر تتجاوز المليون نوع وتتفاوت في أشكالها وألوانها وأحجامها لكن الجزء الصالح للاستهلاك البشري منها صغير جداً. ويعد فطر الكريمة الأكثر شعبية وانتشاراً في المطابخ حول العالم إلى جانب أنواع أخرى شائعة مثل البورتوبيلو والبورسيني والشتاكي والمحار والشانتريل والإنوكي والموريل.
الكمأة هي أيضاً نوع من الفطريات ولكنها تختلف بشكل كبير عن الأنواع الأخرى فهي تنمو تحت الأرض ملتصقة بجذور الأشجار ولا تمتلك ساقاً مثل باقي أنواع الفطر. ويتميز الكمأ بلونه البني وملمسه الخشن ورائحته ونكهته القوية وينمو لأشهر محدودة فقط خلال العام على عكس العديد من أنواع الفطر الأخرى التي تتوفر على مدار السنة.
يحتوي كوب واحد من فطر الكريمة الكامل على حوالي 15 سعرة حرارية و2.2 جرام من البروتين وكمية قليلة جداً من الدهون لا تتجاوز 0.1 جرام. كما أنه مصدر ممتاز لمعادن مهمة مثل السيلينيوم والنحاس والمغنيسيوم والفسفور والثيامين. وبفضل مذاقه المميز المعروف بالأومامي يمكن استخدام الفطر بديلاً للحوم في الكثير من الأطباق.
يمكن إعداد الفطر بطرق متنوعة فهو متوفر بسهولة في المتاجر ويمكن زراعته في المنزل. يمكن تناول فطر الكريمة نيئاً أو مطبوخاً كاملاً أو مقطعاً. ولطهيه يمكن سلقه في الماء لمدة خمس دقائق أو قليه في مقلاة ساخنة مع زيت الزيتون لمدة ثماني دقائق تقريباً مع التقليب المستمر حتى يكتسب لوناً بنياً.
تتعدد طرق إدخال الفطر إلى وجباتك اليومية فيمكن إضافته إلى البيتزا أو نثره نيئاً فوق السلطات. ومن الأطباق الجانبية الشهية طهيه مع الثوم والزبدة. كما يمكن إضافته إلى صلصات المعكرونة أو خلطه مع اللحوم المفرومة أو استخدامه في شوربة كريمة الفطر الشهيرة وإضافته إلى أطباق الخضروات المقلية أو تناوله مع البيض في وجبة الإفطار.