كشفت دراسة حديثة عن أخطر العوامل التي تزيد من احتمالية الوفاة لدى المصابين بداء الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي وهو المرض الكبدي المزمن الأكثر انتشارا عالميا. وأظهرت النتائج أن ارتفاع ضغط الدم والسكري وانخفاض مستويات الكوليسترول الجيد تمثل التهديدات الأكبر على حياة المرضى بشكل يفوق التوقعات السابقة.
يصيب داء الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي المعروف اختصارا باسم ماسلاد ما يزيد على ثلث سكان الكوكب مما يجعله أكثر أمراض الكبد المزمنة شيوعا. وينشأ هذا المرض نتيجة لتراكم الدهون داخل الكبد ويرتبط بشكل وثيق بوجود عامل واحد على الأقل من خمسة عوامل خطورة قلبية أيضية وهي السمنة وداء السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وارتفاع سكر الدم بالإضافة إلى انخفاض الكوليسترول الحميد.
وأوضحت الدراسة بالأرقام أن ثلاثة عوامل خطر قلبية أيضية تشكل الخطر الأكبر على حياة مرضى ماسلاد حيث يرفع ارتفاع ضغط الدم خطر الوفاة بنسبة 40% ويليه داء السكري أو مرحلة ما قبله بنسبة 25% ثم انخفاض الكوليسترول الجيد بنسبة 15%. وأكد الباحثون أن هذه النتائج تظل ثابتة ومستقلة عن عوامل أخرى مثل جنس المريض أو عرقه أو أصله الإثني.
ولفت الباحثون الانتباه إلى أن ارتفاع ضغط الدم كان له ارتباط بالوفاة أعلى مما هو متوقع حتى مقارنة بمرض السكري. وفيما يخص السمنة التي تعد من أكثر مسببات داء الكبد الدهني شيوعا فقد وجدت الدراسة أن خطرها يزداد بشكل كبير مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم للمريض. كما أضافت الأبحاث إلى حقيقة متنامية مفادها أن تراكم عوامل الخطر يزيد من سوء حالة المريض حيث يرتفع خطر الوفاة بنسبة 15% مع كل عامل خطر قلبي أيضي إضافي.
استند الباحثون في نتائجهم على بيانات تم جمعها من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية في الولايات المتحدة الأمريكية على مدار ثلاثين عاما بين 1988 و2018. وشمل التحليل معلومات صحية لحوالي 21 ألف مريض تم تشخيصهم بداء الكبد الدهني من بين أكثر من 134 ألف مشارك. ويتطلع القائمون على الدراسة إلى إجراء أبحاث مستقبلية تتناول الجوانب الوراثية للمرضى وعاداتهم الغذائية لفهم أعمق للمرض وتحديد الفئات الأكثر حاجة للتدخلات العلاجية وتوجيه الموارد لتحسين النتائج الصحية.
