
يعد التهاب الحلق أو ما يعرف باحتقان الزور إحدى المشكلات الصحية واسعة الانتشار التي تتزايد مع تقلبات الطقس ونزلات البرد والإنفلونزا. ورغم أن معظم الحالات تكون بسيطة فإن الألم المصاحب لها وصعوبة البلع يدفعان الكثيرين للبحث عن حلول منزلية فعالة وسريعة لتخفيف الأعراض دون الحاجة الفورية للأدوية.
وتؤكد خبيرة تغذية علاجية أن المكونات البسيطة المتوفرة في كل مطبخ يمكن أن تلعب دورا كبيرا في تهدئة الألم وتسريع الشفاء من احتقان الزور خاصة عند اقترانها بالراحة وتناول السوائل الدافئة حيث يتمكن الجسم من مقاومة الالتهاب واستعادة عافيته في غضون أيام.
ومن بين أقوى العلاجات المنزلية يأتي العسل الطبيعي الذي يعتبر مضادا حيويا قويا بفضل خصائصه المقاومة للبكتيريا والفيروسات. يعمل العسل على تغليف الغشاء المخاطي للحلق بطبقة واقية مهدئة تقلل الألم وتخفف من حدة السعال المصاحب للاحتقان. يمكن تناول ملعقة صغيرة منه مباشرة أو إذابتها في كوب من الماء الدافئ أو شاي الأعشاب ويفضل استخدام العسل الخام غير المعالج للاحتفاظ بكامل فوائده العلاجية.
كما أن الغرغرة بالماء الدافئ والملح تعد من أسرع الحلول وأبسطها لتهدئة احتقان الحلق. يساعد هذا المحلول الملحي الذي يحضر بإذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب ماء دافئ على تقليل الالتهاب وترطيب الأنسجة وتنظيف الحلق من مسببات العدوى. ينصح بتكرار الغرغرة لعدة مرات يوميا لتحقيق أفضل النتائج والشعور بالراحة من الجفاف والحكة.
وتلعب المشروبات الدافئة دورا حيويا في علاج التهاب الحلق ومن أبرزها مشروب الزنجبيل الطازج الذي يكافح الالتهابات ويقوي المناعة. يتم تحضيره بغلي شرائح الزنجبيل في الماء لمدة خمس دقائق ثم تحليته بالعسل. يساهم هذا المشروب في توسيع الشعب الهوائية وتخفيف الألم بشكل فوري.
ويأتي الليمون كمصدر غني بفيتامين C الذي يعزز قدرة الجسم على محاربة العدوى الفيروسية والبكتيرية. يمكن إضافة عصير الليمون إلى الماء الدافئ مع العسل أو استخدامه كشرائح في مشروبات الأعشاب الأخرى. يعمل الليمون كمطهر طبيعي يقتل الجراثيم ويقلل من تهيج الحلق.
ويمكن كذلك تحضير مشروب القرفة بالعسل الذي يجمع بين خصائص القرفة المضادة للأكسدة والالتهابات وفوائد العسل المهدئة. يتم غلي قليل من القرفة المطحونة في الماء ثم إضافة العسل إليه بعد أن يبرد قليلا. يساعد هذا المزيج على تطهير الحلق وتخفيف السعال ويمنح شعورا بالدفء والراحة.
ويشتهر شاي البابونج بخصائصه المهدئة والمضادة للالتهاب حيث يعمل على ترطيب الحلق وتقليل التورم والاحمرار. تحضيره بسيط عبر نقع أزهار البابونج في الماء المغلي وهو يساعد أيضا على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل خلال فترة المرض.
وإلى جانب المشروبات يعد استنشاق البخار طريقة فعالة لترطيب الحلق الجاف وتخفيف التهيج. يمكن غلي الماء وسكبها في وعاء ثم استنشاق البخار المتصاعد مع تغطية الرأس بمنشفة لمدة تتراوح بين 5 و10 دقائق. تعمل هذه الطريقة على إذابة المخاط وفتح الممرات الهوائية ما يوفر راحة فورية.
ويعتبر الثوم علاجا قويا بفضل مركب الأليسين الذي يكافح البكتيريا والفيروسات. يمكن مضغ فص من الثوم النيء مباشرة أو إضافته مهروسا إلى الحساء أو مزجه مع العسل لتقليل حدة طعمه. يساهم الثوم في تسريع عملية الشفاء وتطهير الحلق من الميكروبات.
ولتسريع الشفاء ينصح بالإكثار من شرب السوائل الدافئة للحفاظ على رطوبة الحلق وتجنب المشروبات الباردة التي قد تزيد الالتهاب. كما أن الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم يدعم جهاز المناعة ويجب الابتعاد عن التدخين والأماكن المليئة بالدخان ويفضل تناول الأطعمة اللينة سهلة البلع مثل الشوربات.
ومع ذلك يجب استشارة الطبيب في حال استمر الألم لأكثر من أسبوع أو صاحبه ارتفاع في درجة الحرارة أو صعوبة في التنفس والبلع إذ قد تكون هذه الأعراض مؤشرا على وجود عدوى بكتيرية تتطلب علاجا بالمضادات الحيوية.