
حالة من القلق المتزايد بدأت تسود بين أوساط أولياء الأمور بالتزامن مع تواتر الأنباء عن تسجيل إصابات بمرض اليد والقدم والفم المعروف إعلاميا بفيروس المدارس. وقد رصدت الحالات بين الأطفال في عدد من الفصول الدراسية ودور الحضانة مما أثار مخاوف من انتشاره بشكل أوسع وقد تداولت معلومات غير مؤكدة عن إغلاق بعض الحضانات احترازيا.
ويصنف مرض اليد والقدم والفم كأحد الأمراض الفيروسية الشائعة التي تنشط في مواسم التجمعات خاصة بين الأطفال حيث ينتقل بسرعة كبيرة. وتكمن خطورته في قدرته على التسبب بأعراض متعددة تشمل الحمى وظهور تقرحات في الفم وطفح جلدي مميز على راحتي اليدين وباطن القدمين الأمر الذي يفرض على الأسر والهيئات التعليمية ضرورة الإلمام بوسائل الوقاية وأهمية العزل المبكر للحالات المصابة للحد من تفشي العدوى.
غالبا ما تظهر العلامات الأولية للعدوى قبل يوم أو يومين من ظهور الطفح الجلدي الواضح وتعتبر مؤشرات إنذار مبكرة للأهل. تبدأ الأعراض عادة بارتفاع في درجة حرارة الجسم تتراوح بين الخفيفة والمتوسطة من 37.5 إلى 38.5 درجة مئوية مما يجعل الطفل يبدو مرهقا ويشعر بالخمول والتعب العام وقد يميل إلى النوم لساعات أطول من المعتاد.
يصاحب ذلك غالبا فقدان ملحوظ للشهية حيث يرفض الطفل تناول الطعام أو الرضاعة بشكل كاف. ويكون هذا الرفض ناجما عن شعوره بألم في الحلق وصعوبة في البلع وقد يبكي الطفل بشدة عند محاولة إطعامه. في بعض الحالات يمكن ملاحظة بقع حمراء صغيرة داخل الفم أو على اللسان والتي تمثل المرحلة الأولى قبل تحولها إلى تقرحات مؤلمة. بالنسبة للأطفال الصغار قد يكون التهيج والبكاء المستمر دون سبب ظاهر هو العلامة الأبرز نتيجة الألم والانزعاج العام الذي يشعرون به.
بعد مرور يوم أو يومين على هذه الأعراض الأولية تبدأ الصورة الكاملة للمرض في الظهور من خلال الطفح الجلدي المميز. يتخذ هذا الطفح شكل نقاط أو بثور صغيرة تتركز بشكل أساسي على اليدين والقدمين إلى جانب التقرحات الفموية التي تسبب ألما شديدا للطفل وتزيد من صعوبة الأكل والشرب.