
تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستقبال فصل جديد في مشهدها الفني والثقافي مع إعلان دار كولناغي العريقة عن افتتاح فرع لها بالمدينة لتصبح بذلك أول صالة عرض عالمية متخصصة في أعمال كبار الفنانين القدامى والتحف السابقة للقرن العشرين تتخذ من المملكة مقرا لها في خطوة تعكس الاهتمام العالمي المتزايد بسوق الفن السعودي.
ويأتي هذا التوسع لدار كولناغي التي تعد أقدم دار فنية في العالم ليكون فرع الرياض هو الرابع عالميا إلى جانب مقراتها في مدن كبرى هي لندن ونيويورك ومدريد مما يضع العاصمة السعودية على خريطة الفن الكلاسيكي العالمي. ويشكل قدوم الدار التي تأسست عام 1760 وظلت تتخذ من لندن مقرا رئيسيا لها منذ القرن الثامن عشر إضافة نوعية للسوق الفني المحلي.
وعلى الرغم من وجود عدد من جامعي الأعمال الفنية والمهتمين باقتناء لوحات العصور القديمة في السعودية إلا أن المشهد الفني المحلي تهيمن عليه حاليا الأعمال الفنية المعاصرة والحديثة سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي. وتنشط في هذا المجال دور مزادات عالمية أخرى مثل سوثبي التي أقامت مزادا في الدرعية خلال شهر فبراير الماضي ركز على الفن الحديث والمعاصر بالإضافة إلى أعمال فنانين من رواد الحداثة العرب.
وفي سياق متصل تستعد دار بونهامز لإقامة معرض وفعالية خاصة في الرياض خلال الفترة من الثامن إلى العاشر من أكتوبر الجاري وسيكون تركيزها منصبا على استعراض جذور الحداثة الفنية في المملكة العربية السعودية. ويشير دخول كولناغي إلى الساحة إلى تنويع الخيارات المتاحة أمام هواة جمع الفنون وتلبية لطلب شريحة من السوق تبحث عن الأعمال الكلاسيكية.
وكان الإعلان الرسمي عن قدوم كولناغي إلى الرياض قد تم من قبل وزارة الثقافة السعودية خلال فعاليات مؤتمر الاستثمار الثقافي السعودي الذي انعقد في أواخر شهر سبتمبر الماضي. وتتجه التوقعات بحسب مصادر مطلعة في السوق المحلي إلى أن الدار العريقة قد تولي اهتماما خاصا بعرض وبيع اللوحات والأعمال الفنية الإسلامية التي تحظى باهتمام قطاع واسع من المقتنين والمهتمين في المنطقة.