يعاني الكثيرون من مشكلات صحية تبدو بسيطة لكنها قد تتطور إلى مضاعفات مؤلمة إذا تم إهمالها ومن أبرز هذه المشكلات زيادة نسبة الأملاح في الجسم وهي حالة شائعة تنجم عن ارتفاع مستويات الصوديوم أو حمض اليوريك مما يستدعي الانتباه إلى أعراضها المبكرة وطرق التعامل معها.
تظهر زيادة الأملاح في الجسم من خلال مجموعة من الأعراض الواضحة التي قد تختلف في حدتها من شخص لآخر ومن أبرز هذه المؤشرات الشعور بآلام مزعجة في المفاصل خاصة في مناطق الركبتين والكاحلين وأصابع القدمين كما يعد تورم القدمين واليدين علامة شائعة على احتباس السوائل الناتج عن زيادة الأملاح ويمكن ملاحظة انتفاخ في الوجه أو حول العينين خصوصا في فترة الصباح.
على صعيد آخر تشمل الأعراض تغيرات في عادات التبول مثل زيادة عدد مرات الذهاب إلى الحمام أو الإحساس بحرقان أثناء التبول وفي الحالات المتقدمة قد يؤدي تراكم الأملاح إلى تكون حصوات في الكلى كما يشعر المصابون غالبا بعطش شديد وجفاف مستمر في الفم بالإضافة إلى إمكانية حدوث تشنجات عضلية وشعور عام بالضعف والإرهاق.
لفهم هذه المشكلة يجب معرفة أن الأملاح هي في الأساس معادن حيوية لوظائف الجسم مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم لكن الخلل يحدث عندما ترتفع نسبتها في الدم أو البول عن المعدل الطبيعي حيث تبدأ هذه الأملاح الزائدة بالترسب والتراكم في مناطق مختلفة مثل المفاصل أو الكلى مسببة الأعراض المذكورة سابقا.
يعتمد علاج هذه الحالة بشكل أساسي على تعديل نمط الحياة والنظام الغذائي حيث يأتي شرب كميات وافرة من الماء على رأس قائمة الحلول إذ يوصى باستهلاك ما لا يقل عن 2.5 إلى 3 لترات يوميا للمساعدة في تخفيف تركيز الأملاح وتسهيل طردها خارج الجسم كما يعد تقليل استهلاك ملح الطعام خطوة ضرورية ويشمل ذلك تجنب الأطعمة المالحة مثل المخللات والأسماك المملحة والنقانق ورقائق البطاطس.
من الضروري أيضا تجنب الأطعمة المصنعة والمعلبة والوجبات السريعة لاحتوائها على كميات مرتفعة من الصوديوم المخفي وفي المقابل ينصح بالإكثار من تناول الخضروات والفواكه التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الخيار والبطيخ والكوسا وفي الحالات المرتبطة بارتفاع حمض اليوريك أو ما يعرف بالنقرس يجب الحد من تناول البروتين الحيواني خاصة اللحوم الحمراء وبعض أنواع المأكولات البحرية وتعتبر بعض المشروبات الطبيعية مثل عصير الليمون والبقدونس مفيدة في المساعدة على إذابة الأملاح.
في حال لم تكن التغييرات الغذائية كافية قد يلجأ الطبيب إلى وصف بعض الأدوية حيث يمكن استخدام مدرات البول الخفيفة مثل لازيكس أو دايوفان للمساعدة في التخلص من السوائل المحتبسة في الجسم أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من النقرس فقد توصف لهم أدوية مخصصة لخفض مستوى حمض اليوريك في الدم مثل ألوبورينول أو فبيوستات ويمكن كذلك تناول مسكنات للألم لتخفيف آلام المفاصل الشديدة مع التأكيد على أن أي علاج دوائي يجب أن يكون تحت إشراف طبي كامل.
