
مع الانخفاض التدريجي في درجات الحرارة وتزامن ذلك مع بدء العام الدراسي الجديد تسود حالة من القلق بين الأمهات خوفا على صحة أطفالهن. ويشكل هذا التوقيت من العام الذي تتغير فيه الفصول ويقترب فصل الشتاء بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية نتيجة ضعف المناعة لدى الكبار والصغار على حد سواء.
يوضح الدكتور محمود جبر استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أن الوقاية خير من العلاج وأن هناك مجموعة من الإجراءات والنصائح التي من شأنها تعزيز مناعة الأطفال وحمايتهم من أمراض المدارس الشائعة خلال هذه الفترة. ويؤكد على أهمية التطعيمات سواء الإضافية التي تحمي من أمراض المدارس أو تطعيم الإنفلونزا الموسمية الذي يجب الحصول عليه سنويا لتجنب مخاطر الفيروس ومضاعفاته الخطيرة التي قد تهدد حياة الطفل.
وعلى صعيد التغذية اليومية ينصح بتقديم خليط من ملعقة عسل نحل مع ملعقة زيت زيتون وعلبة زبادي للطفل بشكل يومي لتقوية مناعته والمساعدة في زيادة وزنه. كما أن هناك أطعمة محددة تعزز دفاعات الجسم مثل الموز والتفاح والكيوي والفلفل الملون. ويشدد على ضرورة التركيز على فيتامين سي وفيتامين أ حيث يلعبان دورا حيويا في تقوية المناعة خصوصا في الشتاء مع الإشارة إلى أن فيتامين أ له جرعات محددة تبدأ بكبسولتين في عمر تسعة أشهر ثم أربع كبسولات كل ستة أشهر.
تتضمن الإرشادات أيضا مجموعة من العادات اليومية الصحية مثل تعويد الطفل على شرب الماء قبل مغادرة المنزل صباحا ومساء وذلك لأن التغير المفاجئ في الحرارة بين الأجواء الدافئة والباردة يضعف مناعة الأطفال. ومن الضروري كذلك الاهتمام بتقديم السوائل الدافئة للطفل على مدار اليوم والحرص على نومه مبكرا ولفترات منتظمة مع ارتداء ملابس كاملة لتدفئته أثناء النوم.
وينبه الدكتور جبر إلى أهمية تهوية المنزل جيدا كل يوم خاصة في الفترة من التاسعة صباحا حتى الواحدة ظهرا والسماح لأشعة الشمس بالدخول لتجديد الهواء. وفيما يتعلق بالاستحمام يفضل أن يكون في منتصف اليوم أو قبل النوم مباشرة ويمنع منعا باتا استحمام الطفل قبل الخروج من المنزل مباشرة.
كما يجب إبعاد الأطفال تماما عن المدخنين ومن الأفضل أن يقوم الشخص المدخن بتغيير ملابسه قبل الجلوس مع الأطفال لتجنب أضرار التدخين السلبي. وفي حال أصيب الطفل بأحد الأمراض المعدية فمن الضروري جدا الاهتمام براحته التامة ومنحه إجازة من المدرسة حتى يشفى تماما مما يسرع من عملية التعافي ويحافظ على قوة جهازه المناعي.