
تعد فطريات اللسان إحدى المشكلات الصحية الشائعة التي تصيب الفم لدى فئات عمرية مختلفة تشمل الكبار والصغار وتنشأ هذه الحالة نتيجة تكاثر مفرط لنوع من الفطريات الموجودة طبيعيا داخل الفم مما يؤدي إلى ظهور طبقة بيضاء أو صفراء اللون على سطح اللسان.
وفي هذا السياق يشير خبراء التغذية العلاجية إلى أن فطريات اللسان هي عدوى تصيب الأغشية المخاطية للفم بشكل أساسي ورغم أنها ليست حالة خطيرة في معظم الأحيان إلا أنها قد تكون مؤشرا على وجود ضعف في جهاز المناعة أو مشكلات صحية أخرى تستدعي الانتباه وتسبب هذه الفطريات إزعاجا كبيرا للمصابين بها.
وتتعدد الأعراض المصاحبة لهذه الحالة لتشمل تغيير لون اللسان وظهور تقرحات مؤلمة بالإضافة إلى رائحة الفم الكريهة وهو ما يجعل علاجها أمرا ضروريا ليس فقط للتخلص من هذه الأعراض المزعجة ولكن أيضا لتجنب أي مضاعفات محتملة قد تمتد في الحالات الشديدة إلى مناطق أخرى مثل اللثة وسقف الحلق والحلق نفسه.
وتتنوع طرق العلاج المتاحة حيث تحتاج بعض الحالات إلى استشارة طبيب مختص لوصف العلاج المناسب بينما يمكن التعامل مع الحالات الأخرى من خلال اتباع بعض النصائح وتطبيق وصفات طبيعية بسيطة وفعالة في المنزل ومن بين أبرز هذه الحلول المنزلية المضمضة بمحلول الماء والملح الذي يتم تحضيره بإذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ واستخدامه للغرغرة عدة مرات يوميا حيث يساعد ذلك على تهدئة الالتهاب وتقليل نمو الفطريات.
ويأتي الزبادي الطبيعي غير المحلى كخيار علاجي فعال آخر لاحتوائه على بكتيريا نافعة تعرف بالبروبيوتيك تعمل على استعادة التوازن البكتيري في الفم ويكفي تناول ملعقتين منه يوميا لإضعاف الفطريات والمساعدة في القضاء عليها كما يبرز زيت جوز الهند بخصائصه المضادة للفطريات حيث يمكن استخدامه عبر تقنية المضمضة بالزيت بأخذ ملعقة صغيرة منه وتحريكها في الفم لمدة تتراوح بين خمس وعشر دقائق لتقليل نمو الفطريات وتعزيز صحة الفم بشكل عام.
إلى جانب ذلك يمكن استخدام صودا الخبز عن طريق إضافتها إلى الماء لعمل محلول يستخدم كمضمضة فهذا المحلول يساهم في جعل بيئة الفم قلوية وهو وسط غير مناسب لنمو الفطريات مما يخفف من البقع البيضاء ولا يمكن إغفال أهمية الحفاظ على نظافة الفم والأسنان كخطوة أساسية في العلاج والوقاية وذلك من خلال تنظيف الأسنان واللسان بانتظام باستخدام السواك أو فرشاة أسنان مناسبة مع ضرورة تغيير الفرشاة كل فترة.
كما يشدد الخبراء على ضرورة تقليل استهلاك السكريات والحلويات حيث إن السكر يعتبر غذاء أساسيا للفطريات ويساهم في زيادة نموها وتكاثرها بشكل كبير لذا فإن الحد منه يعد جزءا لا يتجزأ من خطة العلاج الفعالة.