
برزت جلسات الأكسجين النشط كواحدة من التقنيات العلاجية والتجميلية الحديثة التي تكتسب زخما كبيرا في الأوساط الطبية مؤخرا حيث تعتمد هذه الطريقة المبتكرة على تزويد خلايا الجسم بنسب عالية ومركزة من الأكسجين النقي بهدف تحفيز عمليات التجدد الذاتي ودعم الصحة العامة والجمال.
ويوضح الدكتور أحمد يعقوب استشاري أمراض الباطنة العامة والسكر أن هذه التقنية تعمل عن طريق إمداد الأنسجة بالأكسجين الضروري لعمليات البناء والإصلاح الخلوي مما يعيد التوازن الحيوي للجسم والبشرة على حد سواء. وتعتمد فكرتها على استنشاق الأكسجين الصافي بتركيز عال أو تطبيقه موضعيا أحيانا مع مزجه بمواد مغذية وفيتامينات لتعزيز تأثيره.
وتتعدد الفوائد الصحية والتجميلية لهذه الجلسات إذ يساهم الأكسجين المركز في تسريع التئام الجروح والحروق عبر تحفيز تكوين أوعية دموية جديدة وتجديد الخلايا. كما يعمل على تعزيز كفاءة الدورة الدموية مما يضمن وصول الدم الغني بالأكسجين إلى مختلف أعضاء الجسم الحيوية ويسهم الأكسجين النقي في تقوية خلايا الدم البيضاء وبالتالي رفع كفاءة الجهاز المناعي في مقاومة البكتيريا والفيروسات.
وعلى صعيد الطاقة والنشاط العام تساعد الجلسات في تخفيف الشعور بالإرهاق والتعب وتحسين وظائف الدماغ. كما أنها تحمل فوائد خاصة لمرضى السكري حيث تساعد على شفاء الجروح التي تستغرق وقتا طويلا للالتئام لديهم. وفي المجال التجميلي تعمل على منح البشرة نضارة وإشراقا وتنقيتها من السموم فضلا عن دورها في تقليل ظهور حب الشباب ومقاومة التجاعيد.
يتم تطبيق هذه التقنية العلاجية بأساليب متعددة وفقا للهدف المنشود ففي الحالات التجميلية الخاصة بالبشرة يمكن توجيه تيار مباشر من الأكسجين المضغوط إلى الوجه. أما بالنسبة للتطبيقات العلاجية الشاملة فيمكن أن يدخل الشخص إلى غرفة خاصة يتم فيها ضخ أكسجين نقي بنسبة مئة بالمئة تحت ضغط جوي مرتفع مما يتيح للأنسجة والرئتين امتصاص كميات وفيرة منه. وتستغرق الجلسة الواحدة عادة مدة تتراوح بين 30 و 60 دقيقة ويوصى بإجراء ما بين 4 إلى 6 جلسات بفاصل زمني يقدر بأسبوع أو أسبوعين بين كل جلسة لضمان تحقيق أفضل النتائج.
تنقسم هذه الجلسات بشكل أساسي إلى نوعين رئيسيين الأول يركز على العناية بالبشرة والحفاظ على شبابها ونضارتها بينما يستهدف النوع الثاني الجسم بأكمله للمساعدة في علاج بعض الأمراض المزمنة مثل السكري أو دعم الجهاز المناعي وتقويته.
ورغم اعتبار هذه الجلسات آمنة بشكل عام يشدد الخبراء على ضرورة اتباع شروط معينة قبل الخضوع لها. من الضروري إجراء فحص طبي مسبق للتأكد من سلامة القلب والرئتين وعدم وجود أي حالات مرضية قد تتعارض مع العلاج. كما لا ينصح بها للنساء الحوامل إلا بعد الحصول على موافقة الطبيب المختص ويجب توخي الحذر عند إجرائها بعد العمليات الجراحية الحديثة إلا تحت إشراف طبي دقيق. ويمنع الخضوع لها في حالات النزيف المزمن بالأذن أو الجيوب الأنفية وكذلك لمرضى الرئة المزمنة كالانسداد الرئوي ما لم تكن هناك توصية طبية صريحة بذلك.