تتجلى ثمار الجهود الدبلوماسية السعودية المكثفة على الصعيدين الإقليمي والدولي في التطورات الأخيرة المتعلقة بمساعي وقف الحرب في قطاع غزة حيث عملت المملكة بشكل دؤوب على حشد الدعم العالمي لنصرة الشعب الفلسطيني ومواجهة التداعيات الإنسانية الخطيرة للنزاع الذي خلف دمارا واسعا ومشاهد مروعة من القتل والتشريد.
تعكس المبادرة الأمريكية الأخيرة التي وافقت عليها حركة حماس بشكل واضح مدى تأثير الموقف السعودي الصلب حيث أن البنود الأساسية في الخطة والمتعلقة بوقف التهجير وضمان إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود وعدم إعادة احتلال القطاع أو ضم الضفة الغربية تتوافق تماما مع المطالب التي طالما نادت بها الرياض في كافة المحافل الدولية.
لطالما أكدت المملكة العربية السعودية عبر مواقفها المعلنة وتحركاتها التي يشهد بها الجميع على ثوابت سياستها تجاه القضية الفلسطينية وفي مقدمة هذه الثوابت ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ورفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين وقد نجحت هذه الجهود في حشد تأييد دولي واسع على المستويين الرسمي والشعبي مما ساهم في إبقاء القضية حية وحاضرة بقوة في الأجندة العالمية.
يُنظر إلى المقترح الأمريكي الحالي على أنه يمهد الطريق نحو تطبيق حل الدولتين وهو ما تعمل عليه السعودية بشكل مستمر ومستقبلي بدعم عربي وإسلامي شامل حتى يتحقق هذا الهدف الذي يمثل الحلم الذي طال انتظاره من قبل الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة.