
أشار خبراء في مجال الطب العام إلى أن البروتين يمثل حجر الزاوية في التغذية السليمة ويلعب دورا محوريا في الحفاظ على صحة الجسم وقدرته على أداء وظائفه اليومية بكفاءة عالية. وعلى الرغم من الاهتمام المتزايد بهذا العنصر الغذائي إلا أن الكثير من الأشخاص قد لا يدركون ما إذا كانوا يستهلكون الكمية الكافية التي تلبي احتياجات أجسامهم مما قد ينعكس سلبا على الصحة العامة ومستويات النشاط.
قد يرسل الجسم إشارات وعلامات تحذيرية متعددة تنبئ بوجود نقص في استهلاك البروتين ينبغي الانتباه إليها. من أبرز هذه المؤشرات الشعور المستمر بالإرهاق والضعف العام وبطء عملية استشفاء العضلات بعد ممارسة الأنشطة البدنية أو التمارين الرياضية. كما قد يلاحظ البعض تساقط الشعر أو تقصف الأظافر وضعفها بالإضافة إلى تكرار الإصابة بالعدوى نتيجة لضعف جهاز المناعة الذي يعتمد بشكل أساسي على البروتين لتكوين الأجسام المضادة. وقد تشمل الأعراض أيضا تقلبات مزاجية وصعوبة في التركيز وفقدان غير مبرر للكتلة العضلية.
تختلف احتياجات الجسم من البروتين بشكل كبير من شخص لآخر بناء على عدة عوامل رئيسية منها الوزن ومستوى النشاط البدني والحالة الصحية العامة. التوصية العامة للشخص البالغ الذي لا يمارس نشاطا بدنيا مكثفا هي تناول 0.8 جرام من البروتين لكل كيلوجرام من وزنه يوميا. فعلى سبيل المثال يحتاج شخص يزن 60 كيلوجراما إلى حوالي 48 جراما من البروتين يوميا كحد أدنى.
لكن هذه الكمية ترتفع بشكل ملحوظ لدى فئات معينة. فالأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام خاصة تدريبات القوة ورفع الأثقال قد يحتاجون ما بين 1.2 إلى 2.0 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم لضمان بناء العضلات وإصلاح الأنسجة التالفة. كذلك تزداد الحاجة للبروتين خلال فترات التعافي من الأمراض أو الإصابات ولدى النساء الحوامل والمرضعات لدعم نمو الجنين وإنتاج الحليب. كما ينصح كبار السن فوق الخمسين عاما بزيادة حصتهم من البروتين للمساعدة في مكافحة ضمور العضلات المرتبط بالتقدم في العمر.
يعتبر البروتين المكون الأساسي للحياة فهو يتألف من أحماض أمينية تعد بمثابة لبنات البناء التي يستخدمها الجسم للنمو وإصلاح نفسه. تتجاوز أهميته مجرد بناء العضلات إذ يدخل في تكوين الهرمونات والإنزيمات الضرورية لتنظيم كافة العمليات الحيوية داخل الجسم. فضلا عن ذلك يلعب البروتين دورا حيويا في دعم قوة جهاز المناعة كما يساهم في زيادة الشعور بالشبع لفترات أطول مما يجعله عنصرا فعالا في أنظمة التحكم بالوزن.
يمكن الحصول على البروتين من مصادر متنوعة ومتعددة لتلبية احتياجات الجسم وضمان الحصول على جميع الأحماض الأمينية الأساسية. تشمل المصادر الحيوانية الغنية بالبروتين الكامل اللحوم الخالية من الدهون والدجاج والأسماك والديك الرومي والبيض بالإضافة إلى منتجات الألبان مثل الحليب والزبادي والجبن. أما بالنسبة للمصادر النباتية فهي خيار ممتاز للنباتيين أو لمن يسعون لتقليل استهلاك اللحوم وتشمل العدس والفاصوليا بمختلف أنواعها والحمص والتوفو والكينوا والمكسرات والبذور ومنتجات الصويا.
لمتابعة كمية البروتين التي تتناولها بدقة يمكن اتباع عدة طرق عملية. إحدى هذه الطرق هي استخدام تطبيقات تتبع الغذاء على الهواتف الذكية أو الاحتفاظ بمفكرة يومية لتسجيل الوجبات وحساب محتواها من البروتين. من المهم أيضا قراءة الملصقات الغذائية على المنتجات المعبأة لمعرفة كمية البروتين في كل حصة. وللحصول على تقدير دقيق ومخصص يمكن استشارة أخصائي تغذية لوضع خطة غذائية تتناسب مع نمط حياتك وأهدافك الصحية.
مع التأكيد على أهمية البروتين يجب الحذر من الإفراط في تناوله. فاستهلاك كميات كبيرة جدا تتجاوز حاجة الجسم قد يشكل عبئا إضافيا على الكلى والكبد خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مسبقة في هذه الأعضاء. الهدف هو تحقيق التوازن وليس الإفراط إذ يجب دمج مصادر البروتين الصحية ضمن نظام غذائي متكامل يحتوي على الخضروات الغنية بالألياف والدهون الصحية والحبوب الكاملة.