قد لا يمثل الاستيقاظ ليلا للذهاب إلى الحمام أمرا مقلقا للكثيرين لكن تكرار هذه العادة بشكل منتظم قد يتجاوز كونه مجرد إزعاج بسيط ليصبح مؤشرا مبكرا على وجود مشكلات صحية كامنة وخطيرة أحيانا تستدعي الانتباه والبحث عن استشارة طبية متخصصة لفهم الأسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة.
يشير الأطباء إلى أن كثرة التبول أثناء الليل قد تكون بمثابة نداء استغاثة من الجسم يكشف عن اضطرابات داخلية متعددة حيث أن هناك ارتباطا وثيقا بين هذه الحالة الصحية وبين أمراض جهازية تؤثر على أعضاء حيوية بالجسم فمثلا يعتبر مرض السكري بنوعيه الأول والثاني من أبرز الأسباب فعندما ترتفع مستويات السكر في الدم يزيد العبء على الكلى التي تحاول جاهدة التخلص من السكر الزائد عبر البول مما يؤدي بالضرورة إلى زيادة كميته وعدد مرات التبول وغالبا ما تكون هذه أولى العلامات التي يلاحظها المريض.
لا يقتصر الأمر على السكري فقط فأمراض الكلى بحد ذاتها تلعب دورا محوريا فعندما تعجز الكليتان عن أداء وظيفتهما في تصفية السوائل والفضلات بكفاءة يختل توازن السوائل في الجسم بأكمله وهو ما يتسبب في زيادة الحاجة الملحة لدخول الحمام خلال ساعات الليل.
على صعيد آخر يمكن أن تكون المشكلة مرتبطة بصحة القلب فعندما يضعف القلب عن ضخ الدم بكفاءة تتجمع السوائل في الأطراف السفلية مثل الساقين خلال ساعات النهار ومع الاستلقاء للنوم ليلا تعود هذه السوائل المتراكمة إلى الدورة الدموية وتتجه إلى الكلى لتتم تصفيتها مما يزيد من إنتاج البول بشكل ملحوظ في فترة الراحة.
وبينما ترتبط بعض الأسباب بأجهزة الجسم الكبرى توجد عوامل أخرى أكثر تحديدا وموضعية فبالنسبة للرجال قد يكون تضخم البروستاتا سببا مباشرا حيث تضغط الغدة المتضخمة على المثانة مسببة شعورا متكررا بالامتلاء والحاجة للإفراغ كما أن بعض حالات المثانة مثل فرط النشاط أو وجود عدوى في المسالك البولية يمكن أن تهيج جدار المثانة وتؤدي إلى رغبات ملحة ومتكررة للتبول.
وبطبيعة الحال لا يجب إغفال العادات اليومية البسيطة التي قد تكون هي السبب الرئيسي في بعض الأحيان فاستهلاك كميات كبيرة من السوائل خصوصا المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة والشاي أو حتى الماء بكميات مفرطة في الفترة التي تسبق النوم مباشرة يمكن أن يؤدي بشكل طبيعي إلى الاستيقاظ المتكرر ليلا.
