يعد البرتقال مصدرا غذائيا متكاملا يزخر بالفوائد الصحية المتعددة نظرا لغناه بالفيتامينات والمعادن الأساسية والمركبات النباتية النشطة التي تساهم في تعزيز مناعة الجسم وحمايته من الأمراض المختلفة مما يجعله أكثر من مجرد فاكهة شتوية لذيذة بل كنز صحي حقيقي.
يحتوي البرتقال على مجموعة متنوعة من مضادات الأكسدة القوية مثل فيتامين ج ومركبات الفلافونويد والبوليفينول التي تعمل على محاربة الجذور الحرة داخل الجسم وهذه الجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة تسبب تلفا للخلايا وتؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب وأنواع مختلفة من السرطان.
وفيما يتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية يلعب البرتقال دورا حيويا فهو يساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الدم بفضل محتواه العالي من الألياف القابلة للذوبان مثل البكتين كما يساعد مركب هيسبيريدين الفلافونويد والمغنيسيوم الموجودان فيه على تنظيم ضغط الدم المرتفع والحفاظ عليه ضمن المعدلات الطبيعية ويعد أيضا مصدرا غنيا بالبوتاسيوم الذي يعزز صحة القلب بشكل عام.
تظهر الدراسات العلمية أن للبرتقال خصائص فعالة في الوقاية من السرطان حيث يحتوي على مركبات كيميائية نباتية تعرف باسم الليمونويدات التي أثبتت فعاليتها في مكافحة سرطانات الجلد والرئة والثدي والمعدة والقولون كما تشير أبحاث أجريت في اليابان إلى أن تناول البرتقال بانتظام قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد ويرجع ذلك جزئيا إلى مركبات الكاروتينات التي يحتوي عليها.
لا تقتصر فوائد البرتقال على الوقاية من الأمراض الخطيرة بل تمتد لتشمل صحة الجهاز الهضمي فهو غني بالألياف الغذائية التي تحفز إفراز العصارات الهضمية وتساعد على تخفيف وعلاج مشكلة الإمساك وتناول البرتقال بعد الطعام مباشرة يعتبر مساعدا جيدا على الهضم ومنشطا للدورة الدموية.
يساهم استهلاك عصير البرتقال بانتظام في الوقاية من أمراض الكلى وتقليل مخاطر تكون الحصوات الكلوية كما تشير دراسات إلى أن مادة البوليفينول الموجودة بوفرة في البرتقال تمنح الجسم حماية ضد العدوى الفيروسية المختلفة.
من الناحية الغذائية توفر كل برتقالة متوسطة الحجم حوالي 62 سعرا حراريا فقط وهي مصدر جيد للفيتامينات والمعادن حيث تغطي 116% من الاحتياج اليومي لفيتامين ج الذي يعزز امتصاص الكالسيوم في الجسم كما تحتوي على فيتامين أ وبعض فيتامينات ب مثل الفولات وتزود الجسم بمعادن هامة تشمل الكالسيوم والمغنيسيوم والمنجنيز والنحاس.
تعتبر صحة الجلد والعينين من الجوانب التي يدعمها البرتقال بفعالية فهو غني بمركبات البيتا كاروتين والكاروتينويد فالبيتا كاروتين مضاد أكسدة قوي يحمي خلايا الجلد من التلف ويمنع ظهور علامات الشيخوخة بينما تتحول مركبات الكاروتينويد في الجسم إلى فيتامين أ الذي يلعب دورا أساسيا في الحفاظ على صحة العين ومنع الإصابة بالضمور البقعي.
