
شهدت أسعار الذهب قفزة قياسية على الصعيدين المحلي والعالمي خلال تعاملات اليوم الاثنين مدفوعة بحالة من عدم اليقين الاقتصادي وتوقعات متزايدة بأن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة قريبا في ظل استمرار أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة.
وعلى المستوى العالمي سجلت أوقية الذهب ارتفاعا كبيرا بنحو 54 دولارا لتصل إلى 3940 دولارا بعد أن لامست مستوى 3950 دولارا وهو الأعلى في تاريخها. وانعكس هذا الصعود على السوق المحلية بزيادة بلغت قيمتها 40 جنيها في الجرام الواحد ليبلغ سعر جرام الذهب من عيار 21 مستوى 5260 جنيها. كما وصل سعر جرام عيار 24 إلى 6011 جنيها وسجل عيار 18 ما قيمته 4509 جنيهات وبلغ عيار 14 نحو 3507 جنيهات في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 42080 جنيها.
ويأتي هذا الارتفاع الملحوظ في ظل تعثر المفاوضات بين البيت الأبيض والكونجرس لإنهاء الإغلاق الحكومي الجزئي الأمر الذي يزيد من جاذبية المعدن الأصفر كملاذ آمن للمستثمرين. وقد حذرت الإدارة الأمريكية من احتمال تسريح جماعي للموظفين الفيدراليين إذا استمرت الأزمة مما يعزز المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية السلبية.
وتسعر الأسواق حاليا احتمالية بنسبة 95% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر وبنسبة 83% لخفض آخر مماثل في ديسمبر وهو ما يدعم الاتجاه الصعودي للذهب بقوة ويضعف الدولار الأمريكي.
وقد ارتفع الذهب بنسبة تقارب 50% منذ بداية العام مدعوما بعمليات شراء ضخمة من البنوك المركزية حول العالم وزيادة الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة المرتبطة به. ويضاف إلى ذلك اهتمام المستثمرين الأفراد بالتحوط ضد التوترات التجارية والجيوسياسية المتصاعدة. وزادت هذه المخاطر بعد هجوم روسي جديد على أوكرانيا استخدم فيه أكثر من 50 صاروخا و500 طائرة مسيرة بينما حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أطراف الصراع في غزة على إيجاد اتفاق سلام سريع.
وكان الذهب قد حقق مكاسب أسبوعية ملحوظة خلال الأسبوع الماضي بلغت 145 جنيها للجرام عيار 21 الذي انتقل من 5075 جنيها إلى 5220 جنيها. عالميا قفزت الأوقية بمقدار 126 دولارا من 3760 إلى 3886 دولارا. ويرى محللون أن هذا الصعود تقوده جهات استثمارية ذات رؤية طويلة الأمد وليس المضاربون مما يقلل من احتمالات حدوث تصحيحات سعرية حادة. وفي مذكرة بحثية توقع بنك يو بي إس أن يصل سعر الأوقية إلى 4200 دولار مع نهاية العام الحالي.
ولم يقتصر الصعود على الذهب فقط حيث ارتفع سعر الفضة بنسبة 1.5% مسجلا 49 دولارا للأوقية وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من 14 عاما. كما صعد البلاتين بنسبة 0.5% إلى 1614 دولارا وزاد البلاديوم بنسبة 0.7% ليبلغ 1269 دولارا.