
شهدت أسواق المعدن الأصفر في مصر قفزة ملحوظة مع بداية تعاملات الأسبوع حيث واصلت أسعار الذهب مسارها الصاعد متأثرة بالارتفاعات القياسية وغير المسبوقة في سعر الأونصة عالميا والتي اخترقت مستويات تاريخية جديدة دافعة سعر جرام الذهب من عيار 24 لتجاوز حاجز ستة آلاف جنيه للمرة الأولى.
جاء هذا الصعود المحلي انعكاسا مباشرا لتحطيم سعر أونصة الذهب العالمي للأرقام القياسية في البورصات العالمية مع تزايد إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي وتوقعات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وقد سجلت الأونصة العالمية سعرا تاريخيا عند 3949 دولارا.
على الصعيد المحلي سجلت أسعار الذهب مستويات جديدة حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 6008 جنيهات بينما وصل سعر الجرام من عيار 21 الأكثر انتشارا إلى 5257 جنيها في حين سجل عيار 18 سعر 4506 جنيهات وبلغ سعر الجنيه الذهب 42056 جنيها.
وتعزى هذه القفزة في الأسعار العالمية التي بدأت مع انطلاق تداولات الأسبوع إلى تراكم كبير في طلبات الشراء مما دفع السعر لتخطي المستوى النفسي الهام البالغ 3900 دولار للأونصة بسرعة فائقة وبنسبة ارتفاع بلغت 1.4% وافتتحت الأونصة تعاملاتها عند مستوى 3891 دولارا قبل أن تواصل الصعود لتتداول حاليا عند 3942 دولارا مقتربة من تحقيق ارتفاع يقارب 50% منذ بداية العام.
وتتزايد المخاوف في الأوساط المالية من أن الإغلاق الحكومي الجزئي في الولايات المتحدة قد يطول أمده مما سيؤثر سلبا على معدلات النمو الاقتصادي الأمريكي وقد صرح مسؤول رفيع في البيت الأبيض بأن واشنطن قد تبدأ في تسريح جماعي للموظفين الفيدراليين إذا لم تسفر المفاوضات مع الديمقراطيين عن نتائج إيجابية لإنهاء الإغلاق.
هذا الشعور المتنامي بالقلق والحذر في الأسواق يدعم أسعار الذهب بشكل كبير حيث يمثل الإغلاق الممتد تهديدا بحدوث اضطرابات في الاقتصاد الأمريكي على المدى القريب كما يشكل تسريح الموظفين المحتمل مخاطر جسيمة على سوق العمل وهو ما يدفع المستثمرين للتحوط بالذهب.
ومن الجدير بالذكر أن موجة صعود الذهب خلال هذا العام لم تكن وليدة اللحظة بل كانت مدعومة بعوامل أساسية أخرى منها عمليات شراء قوية ومنتظمة من قبل البنوك المركزية حول العالم وزيادة ملحوظة في الطلب من قبل صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب بالإضافة إلى ضعف أداء الدولار الأمريكي وتزايد اهتمام المستثمرين الأفراد الباحثين عن وسيلة للتحوط وسط تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية عالميا.