
في ظل تزايد ضغوط الحياة اليومية وتراكم الالتزامات أصبح تخصيص وقت لإعادة شحن الطاقة النفسية ضرورة ملحة للمرأة وليس رفاهية. فالإرهاق النفسي يلقي بظلاله السلبية على الحالة المزاجية والقدرة على الإنتاج وحتى طبيعة العلاقات الاجتماعية ما يجعل اعتماد روتين أسبوعي للتجديد أمرا حيويا لاستعادة التوازن الداخلي.
وفي هذا السياق تقدم خبيرة التنمية البشرية ومدربة الحياة شيرين محمود تصورا لبرنامج أسبوعي متكامل لا ينبغي النظر إليه كجدول صارم بل كأسلوب حياة يهدف إلى استعادة التوازن والصفاء الداخلي والتخلص من التوتر.
يمكن أن يبدأ الأسبوع بخطوة بسيطة لكنها فعالة وهي تنظيم المحيط الشخصي كترتيب الغرفة أو المكتب لخلق بيئة مريحة ونظيفة. وتتبع هذه الخطوة جلسة قصيرة لا تتجاوز عشر دقائق من التنفس العميق أو التأمل مع تدوين الأهداف والنوايا للأسبوع الجديد وهو ما يساعد على برمجة العقل الباطن نحو الإيجابية ويمنح طاقة منضبطة.
تغذية الجسد تعتبر ركيزة أساسية لتغذية الروح لذا يوصى بتخصيص يوم لتناول وجبات صحية غنية بالعناصر الغذائية والإكثار من شرب الماء والفواكه. يمكن تعزيز ذلك بتجربة مشروبات الديتوكس الطبيعية مثل مزيج الليمون والنعناع والخيار لتخليص الجسم من السموم. ولا يكتمل هذا اليوم دون نشاط بدني خفيف كالمشي في الهواء الطلق لمدة نصف ساعة أو حتى الرقص على أنغام الموسيقى المحببة لتحفيز إفراز هرمونات السعادة.
يأتي دور العناية الشخصية والجمالية في يوم آخر حيث يتم تخصيص وقت للاسترخاء الجسدي من خلال حمام دافئ معزز بالزيوت العطرية أو تطبيق قناع طبيعي للوجه أو الاهتمام بالشعر والأظافر. الأهم خلال هذه اللحظات هو الانفصال التام عن المشتتات الرقمية والهاتف المحمول واعتبار هذا الوقت موعدا مقدسا مع الذات لتعزيز الثقة بالنفس وتخفيف التوتر.
لا يمكن إغفال أهمية التغذية الذهنية التي يمكن تحقيقها عبر قراءة فصل من كتاب ملهم أو مشاهدة محاضرة تحفيزية. من المفيد تدوين الأفكار والملاحظات الجديدة التي تكتسبينها لفتح آفاق أوسع وإعادة ترتيب الأولويات. كذلك تعد ممارسة الكتابة الحرة أداة قوية لتفريغ ما يجول في الذهن دون قيود ما يمنح شعورا بالراحة والانفراج الداخلي.
للتواصل الاجتماعي دور حيوي في الصحة النفسية ويمكن تخصيص يوم للتحدث مع صديقة مقربة أو فرد من العائلة معروف بطاقته الإيجابية. فالحديث الصريح مع شخص داعم يساعد على تفريغ المشاعر المكبوتة واستعادة الإحساس بالأمان. وفي المقابل من الضروري في هذا اليوم تجنب التفاعل مع الأشخاص السلبيين أو الانخراط في مواقف تستنزف الطاقة النفسية.
مع اقتراب نهاية الأسبوع يحين وقت الهدوء الروحي والامتنان. يمكن الجلوس في مكان منعزل وتدوين خمسة أمور على الأقل تستحق الشكر والامتنان خلال الأيام المنقضية. كما أن ممارسة التأمل أو الصلاة بتركيز وخشوع يعزز الذبذبات الإيجابية ويجلب شعورا عميقا بالسلام الداخلي.
يجب أن يكون اليوم الأخير مخصصا للراحة الكاملة والانعزال المؤقت عن أي مهام أو التزامات. يمكن قضاء هذا الوقت في مشاهدة فيلم محبب أو الاستمتاع بفنجان قهوة في هدوء أو الحصول على قسط وافر من النوم. ففترات الراحة ليست مضيعة للوقت بل هي عملية ضرورية لتجديد الطاقة المستهلكة والاستعداد لأسبوع جديد.