السفير المعلمي يكشف أسرار القرار الأممي الصادم من معرض الرياض للكتاب

السفير المعلمي يكشف أسرار القرار الأممي الصادم من معرض الرياض للكتاب
السفير المعلمي يكشف أسرار القرار الأممي الصادم من معرض الرياض للكتاب

في ندوة حوارية ثرية استضافت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 السفير عبدالله بن يحيى المعلمي المندوب الدائم السابق للمملكة لدى الأمم المتحدة حيث كشف عن جوانب خفية من كواليس العمل في المنظمة الدولية وآليات صنع القرار العالمي وذلك ضمن جلسة حملت عنوانا استفهاميا هو هل هي أمم متحدة.

أوضح السفير المعلمي في مستهل حديثه الذي أداره الإعلامي هادي بن حسن الفقيه أن منظمة الأمم المتحدة ليست كيانا متجانسا كما قد يعتقد الكثيرون بل هي ساحة تتأثر بتوازنات القوى وتجاذبات المصالح الدولية ونفوذ الدول الكبرى. وأشار إلى أن النجاح داخل أروقة المنظمة يقتضي فهما عميقا للتوجهات السياسية للدول الأعضاء والقدرة على بناء تحالفات ذكية لخدمة المصالح الوطنية سواء لتمرير القرارات أو لتعطيلها.

وتناول السفير الدور الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في المحافل الدولية مؤكدا أن المملكة عملت بشكل دؤوب على حماية القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية فضلا عن مساهماتها الفاعلة في دعم الأمن والسلم الدوليين وتقديم العون للشعوب التي تواجه أزمات. واستعرض الدبلوماسية السعودية في تعاملها مع ملفات معقدة مثل الأزمة في سوريا واليمن ومصر مشددا على أن موقف المملكة كان دائما منحازا للشعوب ولتحقيق الاستقرار في المنطقة العربية.

وعن تجربته الشخصية في العمل الدبلوماسي كشف المعلمي أن الكثير من الجهود لا تظهر في الخطابات الرسمية بل تتم خلف الكواليس عبر مفاوضات دقيقة تتطلب قدرة عالية على الإقناع والمرونة وقراءة مستمرة لموازين القوى المتغيرة. ولفت إلى أنه كان يوظف الأدب والشعر العربي في خطاباته لإضفاء بعد إنساني وثقافي على المداولات السياسية معتبرا أن اللغة الرفيعة تمنح السياسة روحا وتجعل صوت الحق والعدالة أكثر وصولا وتأثيرا.

وأكد أن الدبلوماسية السعودية ترتكز على مبادئ ثابتة وتنسيق عربي مشترك حيث تتبنى المجموعة العربية في الأمم المتحدة نهجا موحدا في طرح القضايا التي تحظى بإجماع وتتجنب نقل أي خلافات داخلية إلى المنابر الدولية. كما تطرق إلى مشاركة المرأة السعودية المتنامية في السلك الدبلوماسي وكشف أن وزارة الخارجية استثمرت في إعداد أول دفعة من الدبلوماسيات عبر برامج تدريبية متطورة في الرياض ونيويورك وجامعة كولومبيا وهو ما أثمر عن كوادر نسائية مشرفة تمثل المملكة في مواقع دولية مؤثرة.

وفيما يخص مستقبل النظام الدولي ودور الدول النامية في التأثير على قراراته أوضح المعلمي أن إصلاح منظمة الأمم المتحدة أمر ممكن ولكنه مرهون بتوفر إرادة سياسية جماعية ورؤية عادلة تضمن تمثيلا متوازنا لجميع الأطراف. وأكد أن المملكة العربية السعودية ستبقى لاعبا محوريا وركيزة أساسية في منظومة العمل الدولي مستندة إلى رؤية 2030 التي تعزز حضورها الدبلوماسي العالمي من خلال نهج قيمي وإنساني يضع الحوار والتعاون في خدمة السلام والتنمية.

يذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أقيم في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض في الفترة من 2 إلى 11 أكتوبر تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة تحت شعار الرياض تقرأ بهدف تعزيز شغف المعرفة والقراءة وتشجيع الحركة الثقافية والإبداعية لدى مختلف فئات المجتمع وتوفير منصة للتواصل بين القراء والمبدعين ودور النشر المحلية والعالمية.