شهدت أسواق المعادن الثمينة العالمية قفزة تاريخية في أسعار الذهب مع انطلاق تعاملات الأسبوع حيث سجلت الأونصة مستوى قياسياً جديداً. وانعكس هذا الصعود على السوق المحلية في مصر بزيادة تتجاوز خمسين جنيهاً في سعر الجرام الواحد إلا أن تراجع سعر صرف الدولار محلياً والذي وصل لأدنى مستوياته منذ شهر يونيو عمل على كبح جماح هذه الزيادات ومنعها من تحقيق قفزات أكبر.
وفي تفاصيل الأسعار داخل مصر بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 مستوى 6011 جنيهاً في حين سجل عيار 21 الأكثر تداولاً 5260 جنيهاً. أما عيار 18 فقد وصل سعره إلى 4509 جنيهات وبلغ سعر الجنيه الذهب 42080 جنيهاً.
وعلى الصعيد العالمي حقق سعر أونصة الذهب ارتفاعاً بنسبة 1.4% ليفتتح تداولاته عند 3891 دولاراً ويصعد ليلامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3949 دولاراً قبل أن يستقر تداوله حول 3942 دولاراً. وتأتي هذه التحركات القوية مدفوعة بتراكم طلبات الشراء التي دفعت السعر لتخطي الحاجز النفسي عند 3900 دولار للأونصة ليقترب من مستهدفه التالي عند 4000 دولار مسجلاً مكاسب تقترب من 50% منذ بداية العام.
وتعود أسباب هذا الإقبال الكثيف على المعدن الأصفر كملاذ آمن إلى حالة من عدم اليقين الاقتصادي وتزايد المخاوف بشأن إغلاق الحكومة الأمريكية. وتصاعدت هذه المخاوف بعد تصريحات مسؤول بالبيت الأبيض حول احتمالية البدء في تسريح جماعي للموظفين الفيدراليين إذا لم تسفر المفاوضات مع الديمقراطيين عن نتائج وهو ما يهدد النمو الاقتصادي الأمريكي ويزيد من اضطراب سوق العمل على المدى القريب.
ويضاف إلى هذه العوامل توقعات المستثمرين بمزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي. ويأتي ارتفاع الذهب هذا العام كجزء من اتجاه أوسع تدعمه عمليات شراء قوية من البنوك المركزية حول العالم وزيادة الطلب على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب بالإضافة إلى ضعف الدولار واهتمام المستثمرين الأفراد بالتحوط ضد التوترات التجارية والجيوسياسية المتصاعدة.
