تواجه الكثير من النساء خلال فترة الحمل تحديات غير مريحة من أبرزها نوبات الغثيان والتقيؤ التي قد تزداد حدتها خلال ساعات الليل مما يعكر صفو الراحة الضرورية للجسم ويستدعي اتباع نهج غذائي حذر لاستعادة التوازن دون إثارة المعدة مجددا.
بعد التعرض لنوبة تقيؤ ليلي ينبغي التعامل مع الموقف بحذر شديد فالأولوية القصوى هي تهدئة المعدة بلطف وتجنب أي شيء قد يسبب تهيجها مرة أخرى قبل البدء في تعويض الجسم بالعناصر الغذائية التي فقدها بشكل تدريجي ومتأن.
تشير اخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مها سيد إلى أهمية الاستماع لإشارات الجسم واختيار الأطعمة بعناية فائقة وتنصح بالابتعاد الفوري عن بعض المأكولات التي من شأنها أن تفاقم الوضع ويندرج تحت هذه القائمة الأطعمة الغنية بالتوابل الحارة والأصناف المقلية أو المشبعة بالدهون لأنها تجهد الجهاز الهضمي الحساس كما يجب تجنب الوجبات المعلبة والمصنعة لاحتوائها على بهارات قوية ومواد حافظة قد تثير الغثيان مجددا وينطبق الأمر ذاته على الوجبات المعقدة ذات المكونات المتعددة والصلصات الثقيلة وكذلك المقرمشات الجافة ورقائق البطاطس التي قد تسبب خدشا في ممرات البلع المتهيجة.
على الجانب الآخر توجد قائمة من الخيارات الغذائية الآمنة التي تساعد على استقرار الحالة وتعمل كمهدئ طبيعي للمعدة ويأتي في مقدمتها الموز الذي يعتبر خيارا مثاليا بفضل قوامه الطري وسهولة هضمه فضلا عن غناه بالبوتاسيوم وهو عنصر حيوي يفقده الجسم بكثرة مع التقيؤ ويمكن تناوله كما هو أو هرسه وتوزيعه على شريحة خبز محمص أو إضافته إلى الحليب خفيف الدسم لتحضير مشروب اسموذي مغذ.
من المشروبات الفعالة أيضا الزبادي المخفف بالماء الذي يعرف بخصائصه القلوية القادرة على معادلة حموضة المعدة وتخفيف الارتجاع المسبب للغثيان كما أنه مصدر غني بالبروبيوتيك وهي بكتيريا نافعة تدعم صحة الجهاز الهضمي ولتعزيز تأثيره يمكن إضافة أوراق النعناع المفرومة أو قليل من الكمون المحمص إليه ويفضل تقديمه باردا.
ويعد الزنجبيل علاجا تقليديا معروفا منذ القدم بقدرته على مكافحة الغثيان بفضل مركب الزنجيبرول النشط فيه ولتحضير مشروبه تغلى بضع شرائح منه في الماء ثم يترك ليبرد قليلا ويتم تناوله على رشفات صغيرة وبطيئة لتجنب أي رد فعل عكسي من المعدة.
عندما تبدأ المعدة بالاستقرار يمكن اللجوء إلى البطاطس المهروسة كوجبة خفيفة ومريحة ولكن يجب تحضيرها بأبسط صورة ممكنة عبر سلقها وهرسها دون إضافة أي دهون مثل الزبدة أو أي نوع من التوابل والبهارات التي قد تثقل على الجهاز الهضمي.
كما تلعب الشوربات والمرق الخفيف دورا هاما في هذه المرحلة فهي لا تساهم فقط في ترطيب الجسم بل تمنحه أيضا بعض العناصر الغذائية الأساسية دون إرهاقه وينصح باختيار الشوربات الشفافة أو مرق الدجاج الخالي من الدسم مع قطع صغيرة من الخضروات المسلوقة مع ضرورة تجنب الشوربات الدسمة التي تحتوي على بقوليات أو قطع لحم دهنية.
من الضروري تذكر أن الهدف هو تلبية حاجة الجسم الغذائية بأقل قدر من الإزعاج للمعدة لذا ينصح بالبدء بكميات ضئيلة جدا من الأطعمة المذكورة وتناولها على فترات متقطعة وفي حال استمرت الأعراض أو ازدادت سوءا فإن استشارة الطبيب تصبح أمرا لا غنى عنه.
