القراءة ليست مجرد هواية بل هي الأداة الأقوى لصناعة الوعي وتوسيع المدارك

تحولت العاصمة السعودية الرياض إلى وجهة بارزة للمثقفين والقراء من مختلف أنحاء المملكة وخارجها حيث أصبحت المدينة مركزًا ثقافيًا حيويًا. وتستضيف الرياض فعاليات كبرى مثل مهرجان خير جليس الذي يجسد هذا التوجه ويسهم في تعزيز مكانتها كمنارة للمعرفة والفكر وتغذية العقول والارتقاء بالوعي المجتمعي.

تكمن أهمية هذه المبادرات الثقافية في دورها المحوري ببناء شخصية الفرد وتعزيز قدراته الإبداعية فالقراءة تعد مفتاحًا أساسيًا لتنمية الوعي وتوسيع المدارك وهي تغذي الأرواح بالمعرفة وتصقل الشخصية مما يجعل الإنسان أكثر إيجابية وفاعلية في مجتمعه ويشكل الإنسان المثقف محور التنمية وغايتها الأسمى.

إن الهدف الأسمى من نشر الثقافة والمعرفة هو الارتقاء بالسلوكيات العامة وترسيخ احترام الأنظمة كما أن الوعي الثقافي يمثل درعًا فكريًا يحصن المجتمع والمشاعر ضد الخطابات المضللة والأفكار المنحرفة ويعزز في الوقت ذاته الشعور بالانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية السعودية.

ويرتبط الاهتمام بالقراءة في الثقافة العربية والإسلامية بجذور عميقة حيث يوصف العرب والمسلمون بأنهم أمة اقرأ وكانت هذه الكلمة هي أول ما نزل من آيات القرآن الكريم لتؤكد على مركزية المعرفة كما جاء التأكيد على الكتابة كعنصر مكمل للقراءة مما يوضح أن السعي وراء العلم واجب أساسي في مختلف الثقافات والأديان.

تعمل المملكة على توفير بيئة حاضنة للثقافة تحتضن المواهب وتدعم المبدعين من خلال إقامة الحوارات وورش العمل المتخصصة وتهدف هذه الجهود إلى رفع كفاءة المجتمع وتأهيل أفراده ليكونوا مساهمين فاعلين في بناء وطنهم وتحقيق طموحاته الكبرى فإذا كانت النفوس عظيمة فإن الأجساد تتعب في سبيل تحقيق مرادها.