بذور الشيا: الوجه الآخر للفوائد وأضرار خفية تهدد جهازك الهضمي والمريء

بذور الشيا: الوجه الآخر للفوائد وأضرار خفية تهدد جهازك الهضمي والمريء
بذور الشيا: الوجه الآخر للفوائد وأضرار خفية تهدد جهازك الهضمي والمريء

بالرغم من الشهرة الكبيرة التي حصدتها بذور الشيا في الآونة الأخيرة كعنصر غذائي فائق الفائدة ودخولها في صناعة مستحضرات العناية بالشعر والبشرة إلا أن خبراء التغذية يحذرون من أن الإفراط في استهلاكها قد يحمل في طياته مخاطر صحية جدية ويحول فوائدها العديدة إلى أضرار تستدعي الانتباه الشديد.

تحذر أخصائية التغذية العلاجية مرام عيسى من أن التناول المفرط لبذور الشيا قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية متنوعة بسبب محتواها المرتفع جدا من الألياف فعند استهلاك كميات كبيرة منها يمكن أن تتخمر هذه الألياف في الأمعاء مسببة غازات مزعجة وانتفاخا ملحوظا وقد يعاني الشخص من تقلصات وآلام في البطن نتيجة زيادة حجم الألياف داخل المعدة.

قد يتسبب استهلاك أكثر من 25 إلى 30 جراما من الألياف يوميا من بذور الشيا في حدوث إمساك مزمن خاصة إذا لم يصاحبه شرب كميات وافرة من الماء وعلى النقيض تماما قد يعاني بعض الأشخاص من الإسهال نتيجة لزيادة حركة الأمعاء بشكل مفرط وهو ما يوضح التأثير المزدوج لهذه البذور على الجهاز الهضمي.

من بين المخاطر الخطيرة لتناول بذور الشيا بطريقة خاطئة هو خطر الاختناق أو الانسداد في المريء حيث إن تناولها جافة مباشرة دون نقعها يجعلها تمتص السوائل بسرعة وتنتفخ بشكل كبير وقد تلتصق بالحلق لذا ينصح دائما بنقعها في سائل كالماء أو الحليب لفترة لا تقل عن عشر إلى خمس عشرة دقيقة قبل أكلها.

قد يؤثر الإفراط في تناول بذور الشيا سلبا على امتصاص الجسم لبعض المعادن الحيوية مثل الحديد والزنك والمغنيسيوم ويعود السبب في ذلك إلى احتوائها على مركبات الفيتات التي تعيق عملية الامتصاص ومع مرور الوقت قد يؤدي هذا الأمر إلى نقص في العناصر الغذائية الأساسية خاصة لدى الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية نباتية.

تشكل بذور الشيا خطرا محتملا على مرضى السكري الذين يتناولون أدوية لضبط السكر إذ قد تسبب هبوطا مفاجئا في مستويات سكر الدم مما يؤدي إلى الشعور بالدوار أو حتى الإغماء كما أنها تعمل على إبطاء امتصاص الجلوكوز وهو ما قد يستدعي تعديل جرعات الأدوية للمرضى الذين يتناولونها بانتظام.

يجب على الأشخاص الذين يستخدمون أدوية مميعة للدم توخي الحذر الشديد عند تناول بذور الشيا لأنها قد تزيد من ميوعة الدم بشكل كبير مما يرفع خطر حدوث نزيف داخلي أو يؤدي إلى بطء في عملية التئام الجروح عند التعرض لأي إصابة.

لتجنب هذه الأضرار المحتملة يوصى بأن تكون الكمية اليومية الآمنة للبالغين ما بين ملعقة إلى ملعقتين كبيرتين فقط أي ما يعادل 15 إلى 30 جراما ويجب التأكيد على ضرورة تناولها بعد نقعها في الماء أو إضافتها إلى أطباق مثل الزبادي أو الشوفان أو العصائر مع الحرص على شرب كميات كافية من السوائل على مدار اليوم.