الاستحمام بالماء البارد أم الدافئ.. خبراء يحسمون الجدل حول فوائدهما الصحية

الاستحمام بالماء البارد أم الدافئ.. خبراء يحسمون الجدل حول فوائدهما الصحية
الاستحمام بالماء البارد أم الدافئ.. خبراء يحسمون الجدل حول فوائدهما الصحية

يثير الاختيار بين الاستحمام بالماء البارد والماء الدافئ جدلا مستمرا يتجاوز حدود التفضيل الشخصي ليشمل فوائد صحية حقيقية ومتباينة لكل منهما فالأمر ليس مجرد وسيلة لبدء اليوم بنشاط أو إنهائه باسترخاء بل هو قرار يؤثر بشكل مباشر على وظائف الجسم الحيوية من الدورة الدموية إلى الحالة المزاجية.

للاسترخاء الجسدي والذهني يعد الماء الدافئ الخيار التقليدي للكثيرين حيث يقدم مجموعة من الفوائد المثبتة طبيا فالحرارة تعمل على زيادة تدفق الدم إلى العضلات مما يساعد على إرخائها وتخفيف التشنجات والآلام التي قد تنتج عن إرهاق يوم طويل أو ممارسة التمارين الرياضية المتوسطة كما أن بخار الماء المتصاعد يعمل كمرطب طبيعي للممرات الأنفية ويساعد على إذابة المخاط وتخفيف أعراض احتقان الجيوب الأنفية المصاحبة لنزلات البرد والحساسية.

على صعيد العناية بالبشرة فإن الماء الدافئ يساهم في فتح مسام الجلد مؤقتا مما يتيح فرصة لتنظيفها بعمق وإزالة الأوساخ والزيوت والشوائب المتراكمة بفاعلية أكبر وهو أمر مفيد بشكل خاص لأصحاب البشرة الدهنية أو التي تميل إلى ظهور حب الشباب وبالإضافة إلى ذلك فإن الاستحمام بماء دافئ قبل موعد النوم بساعة أو ساعتين يمكن أن يحسن جودة النوم بشكل ملحوظ فعند الخروج من الحمام يبدأ الجسم في التبريد وهذا الانخفاض في درجة الحرارة يرسل إشارة إلى الدماغ بأن وقت الراحة قد حان.

في المقابل يكتسب الاستحمام بالماء البارد شعبية متزايدة ليس فقط لكونه تجربة منعشة بل لمجموعة من الفوائد الصحية التي تدعمها الأبحاث فعندما يلامس الماء البارد الجسم تنقبض الأوعية الدموية السطحية بشكل فوري وهذا يجبر الدم على التدفق بقوة أكبر نحو الأعضاء الداخلية للحفاظ على حرارتها وعند انتهاء الاستحمام تتمدد الأوعية الدموية مرة أخرى مما يخلق تأثيرا يشبه المضخة وينشط الدورة الدموية بشكل عام.

يمنح التعرض المفاجئ للبرودة دفعة فورية من الطاقة واليقظة لأنه يحفز الجهاز العصبي ويزيد من إفراز هرمون الإندورفين المعروف بهرمون السعادة والذي يساهم في تحسين الحالة المزاجية بشكل فوري كما أظهرت دراسات أن التعرض المنتظم للبرودة قد يحفز الجسم على إنتاج المزيد من خلايا الدم البيضاء وهي خط الدفاع الأول في الجهاز المناعي مما يعزز قدرة الجسم على مقاومة الأمراض والعدوى.

يستفيد الرياضيون بشكل كبير من الحمامات الباردة أو المثلجة بعد التدريبات المكثفة لتقليل الالتهابات وآلام العضلات حيث تساعد البرودة على تخفيف التورم وتسريع عملية التعافي العضلي.

يعتمد القرار النهائي على الهدف المنشود من الاستحمام والوقت من اليوم فإذا كنت بحاجة إلى دفعة من النشاط في الصباح لزيادة تركيزك وتعزيز مناعتك فإن الاستحمام بالماء البارد لمدة تتراوح بين دقيقة وثلاث دقائق هو الخيار الأنسب أما إذا كان هدفك هو تهدئة الأعصاب وتخفيف التوتر وإعداد جسمك لنوم عميق فإن الماء الدافئ يصبح حليفك المثالي.

يقترح الخبراء أيضا أسلوب الاستحمام المتناوب الذي يجمع بين فوائد كليهما عبر التبديل بين الماء الدافئ والبارد لعدة دورات فهذا الأسلوب ينشط الدورة الدموية ويريح العضلات في آن واحد وينصح دائما الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو ضعف الدورة الدموية باستشارة الطبيب قبل اعتماد الاستحمام البارد كعادة يومية ومن المهم أيضا عدم إطالة مدة الاستحمام بالماء الدافئ عن عشر دقائق لتجنب جفاف البشرة.