
يشهد الأطفال في الوقت الراهن زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة بالأمراض المعدية خاصة نزلات البرد والإنفلونزا وذلك بالتزامن مع فترة تغير الفصول واستمرار العام الدراسي. وقد عبرت العديد من الأمهات عن قلقهن من طول فترة الشفاء لدى أطفالهن حيث تستمر الأعراض لمدة طويلة ما يؤثر سلبا على مناعتهم ويرفع من احتمالية تطور المرض إلى مضاعفات أكثر خطورة.
وحذر الدكتور محمد نبيل استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة من أن استمرار نزلات البرد لدى الأطفال على الرغم من تلقي العلاج غالبا ما يكون مرتبطا بسلوكيات يومية خاطئة يمارسها الآباء دون إدراك لتأثيرها. من أبرز هذه الممارسات السماح للطفل بالذهاب إلى المدرسة أو الحضانة وهو لا يزال يعاني من أعراض مثل السعال والرشح الأمر الذي لا يؤخر شفاءه فحسب بل يساهم أيضا في نقل العدوى لزملائه.
كما أن التعرض للطقس البارد يعد عاملا رئيسيا في تفاقم الحالة فالخروج بالطفل في ساعات الصباح الباكر أو في أوقات متأخرة من الليل يعرضه لدرجات حرارة منخفضة تزيد من حدة الأعراض. ويضاف إلى ذلك خطورة الاستحمام ثم الخروج مباشرة إلى مكان بارد أو التعرض لتيار هواء مباشر دون تجفيف الطفل وتدفئته جيدا وهي عادة قد تؤدي إلى التهابات حادة.
وأشار الطبيب إلى خطورة إهمال علاج أعراض الرشح والبرد والسعال لفترة طويلة باعتبارها أمورا عادية لا تستدعي القلق إذ أن هذا التأخير يمنح الفيروس فرصة للتكاثر والتسبب في مضاعفات. وينطبق الأمر نفسه على طرق انتقال العدوى المباشرة حيث أن تقبيل الطفل من الفم أو السماح للآخرين بذلك ينقل إليه أي ميكروبات بسهولة خاصة إذا كان الشخص المقابل مصابا بأي مرض معدي.
وأكد على أن التواجد في أماكن مغلقة مع شخص يعاني من السعال لمدة ربع ساعة أو الاقتراب من فمه لمسافة تقل عن 15 سنتيمترا يكفي لانتقال العدوى للطفل. كما أن التعامل الخاطئ مع ملابس الطفل في الطقس المتقلب يمثل مشكلة كبيرة فتخفيف الملابس بشكل مبالغ فيه أو تثقيلها أكثر من اللازم يربك قدرة جسمه على التكيف وينصح بعدم تخفيف الملابس إلا داخل المنزل أو في الأجواء النهارية الدافئة مع ضرورة اصطحاب سترة خفيفة عند الخروج ليلا.
ومن بين العادات التي قد تبدو صحية ولكنها تحمل ضررا هي المبالغة في استحمام الطفل عدة مرات يوميا بدافع النظافة الزائدة ثم تعريضه للهواء بعد ذلك مباشرة مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي. وأخيرا نصح الخبراء بتجنب خروج الأطفال الذين تقل أعمارهم عن سنتين في هذا الطقس المتقلب إلا للضرورة ويفضل أن يكون الخروج نهارا في وجود الشمس والجو الدافئ لضمان التهوية الصحية دون تعريضهم لمخاطر البرد.