
شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة تاريخية يوم الثلاثاء مسجلة رقما قياسيا جديدا يأتي هذا الصعود مدفوعا بزيادة قوية في الطلب الاستثماري في ظل أجواء من عدم اليقين تسيطر على المشهدين الجيوسياسي والاقتصادي العالمي فضلا عن التوقعات المتزايدة بتخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.
في الولايات المتحدة أثر الإغلاق الحكومي الذي يدخل يومه السابع بشكل مباشر على الأسواق حيث أدى إلى تأجيل صدور المؤشرات الاقتصادية الرئيسية وهو ما أجبر المستثمرين على اللجوء إلى بيانات ثانوية وغير حكومية لتقييم الوضع الاقتصادي وتحديد توقيت ومدى التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي وقد حاول البيت الأبيض التخفيف من حدة تصريحات الرئيس دونالد ترامب بشأن تسريح الموظفين لكنه حذر من أن احتمالية فقدان الوظائف لا تزال قائمة.
بعد أن افتتحت تداولات اليوم عند مستوى 3960 دولارا وصلت أونصة الذهب إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 3977 دولارا قبل أن تتراجع قليلا لتتداول حاليا حول مستوى 3951 دولارا للأونصة وبهذا الأداء يكون المعدن الأصفر قد حقق ارتفاعا بنسبة 51% منذ بداية العام مقتربا من الحاجز النفسي الهام عند 4000 دولار للأونصة.
يعزو المحللون هذا الارتفاع المستمر إلى عدة عوامل رئيسية منها استمرار الطلب القوي من قبل البنوك المركزية حول العالم التي تسعى لتعزيز احتياطياتها وكذلك الإقبال الكبير على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب المادي كما يساهم تراجع الثقة في الملاذات الآمنة التقليدية وانخفاض تكاليف التمويل في دعم جاذبية الذهب.
هذه الأجواء من عدم اليقين الاقتصادي في أمريكا دعمت الرهانات على قيام الاحتياطي الفيدرالي بتخفيضات إضافية لأسعار الفائدة مما يزيد من جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدا وتتركز أنظار المستثمرين حاليا على سلسلة من التصريحات المرتقبة من مسؤولي البنك هذا الأسبوع للحصول على مؤشرات أوضح وعلى الصعيد المحلي تأثرت الأسواق المصرية بالصعود العالمي حيث سجل سعر الذهب عيار 24 مبلغ 6057 جنيها وبلغ سعر عيار 21 الأكثر تداولا 5300 جنيه وسجل عيار 18 سعر 4543 جنيها بينما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 42200 جنيه.