
وجه الإعلامي الرياضي فيصل الجفن انتقادات حادة للسياسات المالية المتبعة في الأندية السعودية مؤكدا أن الاستثمار الحقيقي والضامن لمستقبل كرة القدم يكمن في الاهتمام بالفئات السنية التي تمثل حجر الزاوية لأي نجاح مستدام وهو ما يتم إهماله حاليا لصالح الإنفاق الضخم على اللاعبين الأجانب.
ولتعزيز وجهة نظره طرح الجفن مثالا افتراضيا موضحا أنه لو كان مسؤولا ويمتلك ميزانية تقدر بمليار ريال فإنه كان سيوجه 700 مليون ريال منها بشكل مباشر لدعم وتطوير قطاعات الناشئين والشباب لأن هذه القاعدة هي التي ستفرز المواهب وتضمن استمرارية المنافسة لسنوات طويلة قادمة.
وضرب الإعلامي الرياضي مثالا بنماذج أوروبية ناجحة وعلى رأسها نادي برشلونة الذي بنى أمجاده على أكاديميته الشهيرة التي قدمت للعالم جيلا من اللاعبين الاستثنائيين مثل تشافي هيرنانديز وغيره ممن شكلوا العمود الفقري للفريق ولقيادة منتخب إسبانيا لتحقيق البطولات الكبرى مؤكدا أن كرة القدم الحديثة تعتمد على منظومة متكاملة وليس على موهبة فردية أو اثنتين.
وأشار الجفن إلى الخلل الكبير في توزيع الميزانيات الحالية حيث رصدت الأندية ما يقارب 900 مليون ريال للتعاقد مع لاعبين أجانب في حين لم تتجاوز نسبة الإنفاق على الفئات السنية 5% فقط وهو ما اعتبره سببا مباشرا ومنطقيا للنتائج التي يعاني منها المنتخب الوطني حاليا في بعض المحافل.
وشدد على أن مسؤولية تصحيح هذا المسار تقع على عاتق المشرع الرياضي الذي يجب أن يفرض رؤية استراتيجية تبدأ من القاعدة وأضاف أن أي مسؤول لا يدرك هذه الحقيقة ولا يبدأ العمل فورا على تطوير الفئات السنية فهو لا يعي أين تكمن المشكلة الحقيقية ولا يستحق الاستمرار في منصبه.
وفي إطار حديثه عن أهمية التخطيط المستقبلي أكد فيصل الجفن على ضرورة البدء من الآن في تجهيز منتخب قادر على المنافسة في مونديال 2034 معتبرا أن عدم الشروع في هذا المشروع الطويل الأمد الآن يكشف عن وجود خلل كبير في الرؤية والتخطيط للمستقبل.
ويأتي هذا التحليل في وقت يستعد فيه المنتخب السعودي الأول لخوض مواجهة مهمة أمام منتخب إندونيسيا يوم الأربعاء ضمن منافسات المجموعة الثانية من الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026 وهي المواجهة التي يرى الجفن أنها دليل على ضعف القاعدة المحلية للمواهب التي لو كانت موجودة بقوة لما وصل المنتخب لهذه المرحلة من التصفيات الصعبة.