يعاني الكثيرون في العصر الحديث من حالة تعرف بضباب الدماغ وهي ظاهرة تؤثر سلبا على القدرات العقلية وتتمثل في شعور مستمر بالتشوش الذهني وصعوبة في الحفاظ على الانتباه وإنجاز المهام اليومية وترتبط هذه الظاهرة بشكل وثيق بنمط الحياة السريع والضغوطات التي يتعرض لها الأفراد.
يمكن مواجهة ضباب الدماغ عبر تبني عادات حياتية أساسية وممارسات صحية يأتي النوم الكافي والجيد في مقدمة الحلول حيث يلعب دورا حيويا في تنقية الدماغ فخلال النوم ينشط نظام متخصص يعرف بالجهاز الغليمفاوي وهو مسؤول عن التخلص من الفضلات والبروتينات السامة التي تتراكم بين خلايا الدماغ والتي قد ترتبط بأمراض عصبية خطيرة مثل باركنسون كما أن ممارسة النشاط البدني بانتظام تساهم في تقليل خطر ضمور الدماغ وتعزز وظائفه بينما يضمن شرب كميات كافية من الماء تحسين عملية التنقية هذه.
يلعب النظام الغذائي دورا محوريا في تعزيز الصحة الإدراكية والوقاية من الالتهابات التي قد تصيب الدماغ والجسم وتبرز أنظمة غذائية مثل النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط والأنظمة القائمة على النباتات الكاملة أو شبه النباتية كخيارات فعالة ويركز هذا النهج الغذائي على الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات مع الإكثار من الفواكه والخضروات الطازجة الغنية بمضادات الأكسدة والخضروات الورقية والحد من اللحوم والأطعمة المصنعة وتعد الأحماض الدهنية أوميجا 3 عنصرا أساسيا في هذه الأنظمة لحماية الدماغ.
وإلى جانب نمط الحياة والتغذية فإن الأنشطة التي تعزز الوعي الذهني مثل التأمل وتمارين التنفس العميق يمكن أن تقلل من مستويات القلق وتساعد الجسم على إدارة التوتر المزمن بشكل أفضل مما ينعكس إيجابا على الوضوح الذهني.
قد يكون الضعف الإدراكي أحيانا نتيجة لنقص في بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية لذلك ينصح بالتأكد أولا من حصول الدماغ على كافة العناصر التي يحتاجها ويمكن أن يكون تناول مكمل غذائي متعدد الفيتامينات والمعادن عالي الجودة بمثابة خطوة أساسية مفيدة لتحسين الذاكرة والوظائف العقلية بشكل عام.
وإلى جانب ذلك توجد عناصر غذائية محددة معروفة بدعمها لصحة الدماغ مثل الفلافانول الموجود في الكاكاو ومركبات الأنثوسيانيدين النباتية بالإضافة إلى أعشاب مثل فطر عرف الأسد ومن المهم تجنب المكملات التي تحتوي على منشطات لأن الهدف هو تحسين وظيفة الدماغ الطبيعية بشكل مستدام مما يتطلب استراتيجية تدريجية تحدث تغييرا دائما في مرونة الدماغ العصبية.
وللأشخاص الذين يمرون بتقلبات في مستويات التركيز والوضوح الذهني بين يوم وآخر يقترح الخبراء تدوين يوميات إذ يساعد تتبع عادات النوم ومستوى النشاط البدني ونوعية الطعام وكميته في تحديد الأنماط والاتجاهات التي قد تكون مؤثرة مما يسمح بمعالجتها بشكل مباشر وفهم أسباب الأيام الجيدة والسيئة.
