
شهدت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة إقامة ورشة عمل تفاعلية بعنوان مبادئ التعليق الصوتي قدمها المتخصص عبدالسلام محمد في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وسط حضور لافت من المهتمين بصناعة المحتوى الصوتي والإعلام والإلقاء.
سلط عبدالسلام محمد الضوء على أهمية الصوت باعتباره أداة تواصل استثنائية تتجاوز الحواجز اللغوية مشيرا إلى أن فهم خصائصه يعد الركيزة الأساسية لإتقان الأداء الصوتي. وعرّف فن التعليق الصوتي بأنه القدرة على توظيف الصوت ببراعة لنقل المشاعر والمعاني بأسلوب مؤثر يلامس الجمهور المستهدف ويتوافق مع طبيعة المادة المقدمة.
وأكد المحاضر على أن التميز في مجال التعليق الصوتي يرتبط ارتباطا وثيقا بالسلامة اللغوية والنحوية والخلو من الأخطاء النطقية الشائعة التي قد تضعف من قوة الرسالة. وتطرق إلى ضرورة سيطرة المؤدي الصوتي على لكنته وتوظيف التلوين الصوتي كأداة فنية لمنح النص أبعادا مختلفة تتناسب مع سياقه سواء كان إعلانيا أو وثائقيا.
وفي شق تطبيقي من الورشة استعرض المدرب مجموعة من التمارين العملية المصممة لتطوير المهارات الصوتية ومنها تمرين القلم الشهير الهادف إلى تحسين مخارج الحروف وتمارين الهمهمة التي تساعد في التحكم باللكنة. كما شرح تمارين التنفس العميق ودورها في تقوية النفس وزيادة قدرة المعلق على الإلقاء لفترات طويلة دون انقطاع موضحا مفهوم الأوكتاف الصوتي وكيفية استخدامه لتوسيع المساحة الصوتية والتحكم في طبقات الصوت.
وتناول عبدالسلام محمد مسار التطور المهني للمعلق الصوتي الذي يبدأ عادة من مرحلة التقليد وصولا إلى بناء أسلوب خاص يميزه في سوق العمل المتنوع الذي يشمل الإعلانات التجارية والأفلام الوثائقية والكتب الصوتية والبودكاست. وردا على استفسارات الحضور حول مستقبل المهنة في ظل تطور الذكاء الاصطناعي طمأنهم بأن التقنية تفتقر إلى الدفء والمشاعر الإنسانية التي تعد جوهر الأداء الصوتي المؤثر وهو ما يبقي العنصر البشري أساسيا في هذا المجال.
وأشار مقدم الورشة إلى أن الأداء الناجح لا يقتصر على الموهبة الفطرية وحدها بل يتطلب عناصر أساسية أخرى مثل الهدوء وضبط النفس والالتزام بالتدريب المستمر. وشدد على أن الاحترافية في هذا الفن هي نتاج معادلة متوازنة تجمع بين الموهبة والانضباط الذاتي والسعي الدائم نحو التطوير واكتساب مهارات جديدة.