
طرحت ندوة متخصصة أقيمت ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 سؤالا جوهريا حول مستقبل الثقة في الأخبار بعنوان هل ستصدق الأخبار بعد اليوم؟ الذكاء الاصطناعي ومستقبل الصحافة حيث استعرضت التغيرات الجذرية التي أحدثتها التقنية في المشهد الإعلامي ونظمت الندوة هيئة الأدب والنشر والترجمة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
وتناولت الدكتورة سارة الحمود وهي أستاذة في علوم الحاسب خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية نهى الحجي الأبعاد المتعددة لتأثير الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى الإخباري مشيرة إلى قدراته الفائقة في تحليل كميات هائلة من البيانات واستشراف سلوكيات الجمهور وتوجهاته مما يسهم في تسريع وتيرة العمل الصحفي ورفع كفاءته.
في المقابل حذرت الحمود من المخاطر الكبيرة التي تصاحب هذا التطور التقني وفي مقدمتها انتشار الأخبار المضللة والمعلومات الزائفة إذ أصبحت تقنيات التزييف العميق تمثل تحديا كبيرا أمام التحقق من صحة المواد الإعلامية مما يهدد مصداقية وسائل الإعلام وثقة المتلقي.
وأكدت أن مستقبل الصحافة بات مرهونا بمدى قدرة المؤسسات الإعلامية على تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وواعي مع ضرورة الالتزام الصارم بالمعايير المهنية والأخلاقية الراسخة التي تشكل حجر الزاوية في علاقتها مع الجمهور.
وشددت الحمود على أهمية تأهيل الكوادر الصحفية وتزويدها بالمهارات اللازمة للتعامل مع الأدوات الجديدة إلى جانب ضرورة تطوير حلول رقمية متقدمة للتحقق من المعلومات بسرعة ودقة لمواكبة سرعة النشر في العصر الرقمي وضمان تقديم محتوى موثوق.
ودعت إلى ضرورة الإسراع في وضع أطر مهنية وتشريعية واضحة تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي داخل غرف الأخبار واقترحت تأسيس فرق متخصصة للبحث والتطوير عبر شراكات بين المؤسسات الإعلامية والجامعات والمراكز البحثية لتقنين توظيف هذه التقنيات بما يضمن استدامة جودة المحتوى ومصداقيته.