يعد البوتاسيوم عنصرا معدنيا أساسيا لا غنى عنه للجسم حيث يلعب أدوارا حيوية متعددة تشمل الحفاظ على توازن السوائل الداخلي ودعم وظائف الأعصاب والعضلات بشكل سليم. كما أن له تأثيرا مباشرا على صحة القلب والأوعية الدموية من خلال قدرته الفائقة على تنظيم مستويات ضغط الدم.
تتعدد المصادر الغذائية التي يمكن الاعتماد عليها للحصول على كميات كافية من البوتاسيوم ورغم شهرة الموز كمصدر أساسي فإنه ليس الخيار الوحيد. وتأتي في مقدمة هذه المصادر الخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي التي توفر أيضا الحديد والمغنيسيوم. كما تعتبر البطاطس والبطاطا الحلوة خيارا ممتازا خصوصا عند تناولها بقشرتها التي تحتوي على تركيز عال من هذا المعدن الهام والألياف الغذائية.
تعتبر البقوليات مثل الفاصولياء والعدس مصادر غنية بالبروتين النباتي والبوتاسيوم مما يجعلها مثالية للأنظمة الغذائية النباتية. ويقدم الأفوكادو مزيجا فريدا من الدهون الصحية والبوتاسيوم مما يساعد على توازن ضغط الدم. ويمكن أيضا الحصول على كميات مركزة من البوتاسيوم عبر الفواكه المجففة كالمشمش والزبيب والتمر. ولا تقتصر المصادر على الأطعمة الصلبة فقط حيث يوفر عصير البرتقال ومنتجات الألبان المختلفة جرعة جيدة من البوتاسيوم إلى جانب الكالسيوم وفيتامين د.
تتجاوز فوائد البوتاسيوم مجرد تنظيم ضغط الدم لتشمل حماية القلب من خلال الحفاظ على انتظام نبضاته ودعم الانقباضات العضلية الطبيعية. وتشير دراسات إلى أن استهلاكه بكميات مناسبة يقلل من خطر التعرض للسكتات الدماغية بشكل ملحوظ كما يساهم في تقوية العظام عن طريق الحد من فقدان الكالسيوم في البول وهو ما يحافظ على كثافتها. إضافة إلى ذلك يعمل البوتاسيوم على منع تكون حصوات الكلى بتقليل نسبة الكالسيوم في البول ويساعد الجسم على التخلص من السوائل الزائدة والحد من الانتفاخات.
تختلف الكمية اليومية الموصى بها من البوتاسيوم بين الرجال والنساء حيث يحتاج الرجال البالغون حوالي 3400 ملليغرام يوميا بينما تحتاج النساء البالغات إلى ما يقارب 2600 ملليغرام. ويرفع النظام الغذائي الصحي المعروف باسم DASH هذه التوصية إلى 4700 ملليغرام لتعظيم فوائده في خفض ضغط الدم.
لكن يجب توخي الحذر حيث ينصح الأطباء مرضى الكلى أو الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة مثل مدرات البول أو أدوية ضغط الدم بضرورة استشارة الطبيب قبل زيادة استهلاكهم من الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم وذلك لتجنب أي اختلال في توازن الأملاح أو حدوث مضاعفات صحية.
