رائحة الفم الكريهة عند الأطفال.. 7 أسباب خفية لا تتوقعها وطرق علاجها

رائحة الفم الكريهة عند الأطفال.. 7 أسباب خفية لا تتوقعها وطرق علاجها
رائحة الفم الكريهة عند الأطفال.. 7 أسباب خفية لا تتوقعها وطرق علاجها

تثير رائحة الفم غير المستحبة لدى الأطفال قلق العديد من الأمهات خاصة عند ملاحظتها في الصباح الباكر فور استيقاظ الطفل. ورغم أن هذا الأمر قد يبدو مقلقا إلا أن أسبابه متعددة ولا تقتصر دائما على إهمال نظافة الأسنان بل قد تكون مؤشرا على حالات صحية أخرى يمكن التعامل معها ببساطة عند تحديد مصدرها.

أحد أبرز الأسباب قد يكمن في وجود مشكلات صحية بمنطقة الأنف والأذن والحنجرة فالتهابات الجيوب الأنفية المزمنة تؤدي إلى تكون إفرازات تتراكم في الممرات الخلفية للأنف والحلق وهو ما يخلق بيئة خصبة لنمو البكتيريا المسببة للرائحة. وبالمثل فإن التهاب اللوزتين أو تضخمهما المزمن وظهور بقع بيضاء عليهما يسمح بتجمع البكتيريا مما ينتج عنه رائحة فم كريهة لا تختفي بسهولة حتى مع تنظيف الأسنان المستمر. كما أن تضخم اللحمية وحساسية الأنف من العوامل التي تساهم في تفاقم هذه المشكلة.

لا تقتصر الأسباب على الفم والأنف فقط بل قد تمتد لتشمل الجهاز الهضمي إذ يعتبر ارتجاع المريء أحد المصادر المحتملة لرائحة النفس غير المرغوبة. بالإضافة إلى ذلك يمكن للطفيليات المعوية أن تسبب أعراضا مشابهة. وفي بعض الحالات تكون رائحة الفم عند الاستيقاظ ناتجة عن خلل في توازن البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي ونمو أنواع من الفطريات مثل الكانديدا التي تفرز مواد متطايرة تسبب هذه الرائحة.

هناك عادات يومية وأنماط غذائية قد تزيد من تفاقم المشكلة دون أن تدرك الأمهات ذلك. فتناول الأطعمة غير الصحية وخصوصا السكريات والمخبوزات قبل الذهاب إلى النوم مباشرة يعزز من نشاط الفطريات والبكتيريا الضارة. كما أن الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية دون استشارة طبية دقيقة قد يخل بتوازن الميكروبيوم في الجسم. إضافة إلى ذلك فإن قلة تعرض الطفل للهواء الطلق وعدم ممارسته للأنشطة البدنية في الخارج قد يضعف جهاز مناعته ويزيد من قابليته للإصابة بالعدوى المسببة للرائحة.

على صعيد صحة الفم المباشرة فإن تسوس الأسنان أو وجود جيوب صغيرة بينها يوفر مكانا مثاليا لتجمع بقايا الطعام والبكتيريا مما يؤدي إلى انبعاث رائحة كريهة. كما أن التهابات اللثة أو ظهور قرح الفم المتكررة تعد من العوامل المساهمة بشكل كبير. ويعد نقص شرب الماء عاملا شائعا لكنه مهمل في كثير من الأحيان حيث إن قلة السوائل تقلل من إنتاج اللعاب الذي يلعب دورا حيويا في تنظيف الفم بشكل طبيعي والتخلص من البكتيريا لذا فإن تشجيع الطفل على شرب كميات كافية من الماء بانتظام يساعد في الحفاظ على فم صحي ورائحة نفس منعشة.

للعناية بنظافة فم الطفل يوصى بتنظيف الأسنان ثلاث مرات يوميا لمدة دقيقتين في كل مرة مع ضرورة تنظيف اللسان والأسنان الخلفية. ويجب الانتباه إلى كمية معجون الأسنان المستخدمة بحيث تكون بحجم حبة الأرز للأطفال دون سن الثالثة وبحجم حبة الحمص لمن هم أكبر سنا.

توجد علامة تحذيرية خطيرة يجب على الأهل الانتباه إليها فإذا كانت رائحة نفس الطفل تشبه رائحة الأسيتون فقد يكون ذلك مؤشرا خطيرا على إصابته بمرض السكري أو أنه على وشك الدخول في غيبوبة كيتونية وفي هذه الحالة يجب التوجه إلى الطبيب فورا.

من ناحية أخرى يعتبر سيلان اللعاب المفرط لدى الرضع قبل مرحلة التسنين أمرا طبيعيا ولا يستدعي القلق. ويعود السبب في ذلك إلى أن الطفل لم يكتسب بعد القدرة الكاملة على التحكم في عضلات الفم والبلع وهو تطور يكتمل عادة بين عمر عام ونصف وعامين ولا يعتبر مشكلة إلا إذا كان مصحوبا بأعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة أو رفض الطفل للطعام.