تشهد الساحة الداخلية الأمريكية تحولاً ملحوظاً في المواقف الشعبية تجاه إسرائيل حيث لم يعد الدعم المطلق الذي كانت تحظى به قائماً كما كان في العقود الماضية. وتظهر استطلاعات الرأي المتعددة هذا التغير بوضوح مشيرة إلى تزايد الأصوات المتسائلة عن جدوى هذا الدعم المستمر لدولة صغيرة لا تمتلك أهمية استراتيجية كبرى.
وفي هذا السياق علق الأمير تركي الفيصل على الادعاءات الإسرائيلية المتكررة التي تروج لأهميتها الاستراتيجية للولايات المتحدة. ووصف الفيصل تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن أمريكا كانت ستحتاج لخمس وكالات استخبارات لولا وجود إسرائيل بأنه مجرد تكرار لمقولات رددها مسؤولون إسرائيليون سابقون وليست بالجديدة.
وأشار الفيصل إلى أن هذا الادعاء يواجه معارضة قوية داخل الولايات المتحدة ذاتها حيث يرى منتقدون بارزون ومنهم شخصيات إعلامية أن إسرائيل أصبحت تشكل عبئاً على بلادهم. وتتمحور وجهة نظرهم حول أن المليارات التي توجه كدعم لإسرائيل كان من الأجدر إنفاقها على تحسين الظروف المعيشية وحل الأزمات الاقتصادية التي يواجهها المواطن الأمريكي.
وأضاف الأمير أن المواطن الأمريكي بات يطرح تساؤلات جدية حول طبيعة العلاقة بين البلدين وكيف لدولة بذلك الحجم أن تمارس نفوذاً كبيراً على سياسات أقوى دولة في العالم وتتحكم في قراراتها. هذا الاستغراب يعكس حالة من عدم الرضا المتنامي تجاه ما يعتبره البعض هيمنة غير مبررة على القرار السياسي الأمريكي.
