أوضح رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور منير محمود الدسوقي أن المملكة العربية السعودية تمتلك استراتيجية ابتكار وطنية واضحة لدعم أهدافها المتعلقة بالاستدامة ضمن رؤية 2030 حيث تلتزم بالوصول إلى الحياد الصفري الكامل بحلول عام 2060 وذلك عبر توسيع نطاق حلول الطاقة النظيفة والاستثمار في التقنيات المتقدمة.
وتعتمد المملكة على نهج الاقتصاد الدائري للكربون كإطار عمل شامل لتحقيق أهدافها البيئية حيث تتضمن المبادرات النوعية في هذا السياق خفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويا وزراعة عشرة مليارات شجرة ضمن مبادرة السعودية الخضراء الطموحة.
وتسعى الخطط الوطنية إلى تحقيق مزيج طاقة يعتمد بنسبة 50 بالمئة على المصادر النظيفة بحلول عام 2030 إضافة إلى تطوير القدرة على التقاط 44 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا بحلول عام 2035 وهي أهداف تدعمها مشروعات رائدة على أرض الواقع.
ومن أبرز هذه المشروعات منشآت إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا في نيوم ومركز التقاط الكربون بالإضافة إلى أنظمة تخزين البطاريات واسعة النطاق في بيشة وجميعها مشروعات تهدف لتعزيز أمن الطاقة ورفع القدرة التنافسية في القطاع الصناعي.
وأشار الدسوقي إلى أن البحث والتطوير يمثلان القوة الدافعة الأساسية لتحقيق هذه الأهداف حيث تقود مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بصفتها المختبر الوطني في المملكة برامج بحثية متخصصة لتحويل النفايات الكربونية إلى وقود هيدروجيني.
وتعمل المدينة كذلك على تطوير تقنيات مبتكرة لاستخلاص المياه من الهواء في البيئات الصحراوية ورفع كفاءة أداء الألواح الشمسية لتتكيف مع المناخ الصحراوي القاسي إلى جانب تبنيها لتقنيات المستقبل في مجالات حيوية مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية.
وتستخدم هذه التقنيات المتقدمة في تطبيقات عملية مثل مراقبة ظاهرة التصحر ورصد الانبعاثات وتحسين إدارة الموارد المائية كما تم الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي محليا في موسم الحج لتعزيز المراقبة اللحظية ودعم اتخاذ القرار بكفاءة عالية.
وتأتي هذه الجهود في سياق مشاركة الدكتور الدسوقي في جلسة حوارية بعنوان الطريق إلى الاستدامة نحو مجتمع خال من الكربون ضمن فعاليات منتدى العلوم والتقنية في المجتمع الذي يُعقد سنويا بمدينة كيوتو اليابانية ويناقش القضايا العلمية وتأثيرها على مستقبل البشرية.
