
شهدت أسواق المعادن الثمينة قفزة تاريخية حيث حلقت أسعار الذهب فوق مستوى 4000 دولار للأونصة للمرة الأولى في تاريخها مسجلة رقما قياسيا جديدا يوم الأربعاء ويأتي هذا الصعود اللافت في ظل إقبال المستثمرين على المعدن الأصفر كملاذ آمن هربا من حالة عدم اليقين التي تخيم على الاقتصاد العالمي وتصاعد التوترات الجيوسياسية.
ويغذي هذا التوجه نحو الذهب حالة من الضبابية في أكبر اقتصاد بالعالم حيث دخل الإغلاق الحكومي الأمريكي يومه السابع مما أدى إلى تعليق إصدار المؤشرات الاقتصادية الرئيسية وهو ما يجبر المستثمرين وصناع السياسات على الاعتماد على بيانات غير حكومية لتقييم صحة الاقتصاد وتحديد مسار السياسة النقدية المقبلة.
وتسود توقعات قوية في الأسواق بأن يتجه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو المزيد من التيسير النقدي لمواجهة التباطؤ المحتمل وتشير التقديرات الحالية إلى أن البنك سيقدم على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في شهر أكتوبر الجاري مع احتمالية كبيرة لخفض آخر بنفس القيمة في اجتماع ديسمبر.
ولا تقتصر العوامل الدافعة لارتفاع الذهب على الوضع في الولايات المتحدة فقط بل تمتد لتشمل اضطرابات سياسية متزايدة في كل من فرنسا واليابان الأمر الذي يفاقم المخاوف المالية العالمية ويزيد من جاذبية المعدن النفيس كأداة تحوط ضد المخاطر ويرى محللون أن استمرار هذه الأجواء سيظل داعما قويا لأسعار الذهب.
وعلى صعيد التداولات اليومية سجل سعر أونصة الذهب العالمية ارتفاعا بنسبة 1.1% ليصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4040 دولارا بعد أن كان قد استهل جلسة اليوم عند 3986 دولارا وبهذا الارتفاع يواصل الذهب مكاسبه للجلسة الرابعة على التوالي مسجلا مستويات تاريخية جديدة يوميا لتبلغ نسبة صعوده منذ بداية عام 2025 نحو 53%.