
شهدت أسواق الذهب في مصر موجة صعود استثنائية مع بداية تعاملات اليوم الأربعاء دافعة الأسعار إلى مستويات تاريخية لم تسجل من قبل. ويأتي هذا الارتفاع الكبير في السوق المحلية مدفوعا بشكل أساسي بالقفزة الهائلة في سعر الأونصة عالميا التي نجحت لأول مرة في تاريخها في تجاوز حاجز 4000 دولار.
عالميا سجل المعدن الأصفر رقما قياسيا جديدا عند 4040 دولارا للأونصة بعد اختراقه للمستوى النفسي الهام البالغ 4000 دولار. ويرجع هذا الزخم إلى تصاعد طلب المستثمرين على الملاذات الآمنة وسط مخاوف من احتمالات إغلاق الحكومة الأمريكية وتزايد التوترات الجيوسياسية بالإضافة إلى استمرار البنوك المركزية وصناديق الاستثمار في زيادة حيازاتها من الذهب.
أوضح إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية أن زخم الارتفاع العالمي هو المحرك الرئيسي للأسعار حاليا. وأكد أن السوق المحلية تتجه نحو الصعود بوضوح متأثرة بالعوامل الخارجية لدرجة أنها تتجاهل أي عوامل داخلية قد تحد من هذا الصعود مثل تراجع سعر صرف الدولار أمام الجنيه في البنوك الرسمية أو تباطؤ معدل التضخم في مصر للشهر الرابع على التوالي والذي لم ينعكس بعد على حركة أسعار الذهب.
وقد قفز سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولا وانتشارا في السوق المصرية إلى 5410 جنيهات بعد أن كان قد افتتح التعاملات عند 5390 جنيها. ويقارن هذا السعر مع إغلاق يوم أمس الذي كان عند مستوى 5325 جنيها للجرام مما يوضح حجم الارتفاع خلال فترة قصيرة. وتعد هذه القفزة امتدادا للزيادة التي بدأت مطلع شهر أكتوبر الجاري حيث ارتفع السعر من 5225 جنيها محققا زيادة تقارب 3.5%.
وفيما يلي تفاصيل الأسعار المسجلة اليوم في السوق المحلية بدون مصنعية:
سجل عيار 24 سعر 6182 جنيها
سجل عيار 21 سعر 5410 جنيها
سجل عيار 18 سعر 4637 جنيها
وبلغ سعر الجنيه الذهب 43280 جنيها
أضاف واصف أن اختراق أسعار الذهب لمستوى 5300 جنيه يوم أمس والإغلاق فوق هذا الحاجز كان بمثابة إشارة فنية قوية أعطت دفعة إضافية للأسعار لمواصلة الصعود اليوم وتجاوز مستويات المقاومة النفسية السابقة. وقد دفعت هذه المستويات القياسية مؤسسات مالية عالمية مثل بنك جولدمان ساكس إلى مراجعة توقعاتها ورفع مستهدفها السعري للأونصة إلى 4900 دولار مما يعكس نظرة أكثر إيجابية للمعدن النفيس خلال الفترة القادمة. ويتوقع أن تستمر موجة الصعود على المدى القصير إذا حافظت الأونصة العالمية على مستوياتها التاريخية الحالية حيث ما زال المستثمرون يعتبرون الذهب الملاذ الآمن الأول في ظل حالة عدم اليقين التي تسيطر على الاقتصاد العالمي.