مع حلول مواسم تغير الطقس وانخفاض درجات الحرارة يضعف الجهاز المناعي وتزداد فرص الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا مما يؤدي إلى انتشار العدوى بشكل واسع بين الكبار والصغار على حد سواء وهنا يبرز تحذير طبي مشدد من خطورة الممارسات الخاطئة التي يتبعها بعض الأهالي في محاولة علاج أطفالهم.
أكد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد عبد الحليم أن لجوء الأمهات للوصفات الطبيعية أو إعطاء أدوية بناء على استشارة الصيدلي فقط دون الرجوع للطبيب المختص يعد سلوكا خاطئا يدمر صحة الطفل بشكل مباشر ويؤخر عملية الشفاء كما يضعف مناعته على المدى الطويل مشددا على ضرورة منع إعطاء أي دواء للطفل دون استشارة طبية دقيقة.
وهناك قائمة من الأدوية التي يمنع استخدامها تماما للأطفال في حالات معينة أو يتطلب إعطاؤها شروطا محددة للحفاظ على صحتهم ومنها أدوية علاج البرد والرشح الشائعة مثل كونجستال وساين اب ودولودى فهذه الأدوية ممنوعة بشكل بات قبل بلوغ الطفل عمر السنتين ويجب أن يكون استخدامها بين عمر عامين وستة أعوام تحت إشراف طبي صارم لما لها من آثار جانبية خطيرة قد تصل إلى وفاة الرضع عند استخدامها بجرعات خاطئة كما يمتد التحذير للأم خلال فترتي الحمل والرضاعة لأنها قد تسبب تشوهات للجنين وتؤثر سلبا على حليب الأم.
كما تشمل التحذيرات مضادات الاحتقان الموضعية المستخدمة في الأنف مثل اوتروفين واوكسميت حيث يجب ألا تتجاوز مدة استخدامها خمسة أيام متواصلة لتجنب حدوث التهاب كيميائي في الأنف وقد سجلت حالات وصلت إلى فقدان حاسة الشم بسببها ولهذا يفضل تجنبها تماما للأطفال الأقل من عام أما الأكبر سنا فيجب الالتزام بمدة الخمسة أيام كحد أقصى والأفضل هو استبدالها بنقط محلول الملح الآمنة.
وتبرز خطورة أخرى في خوافض الحرارة التي تحتوي على مادة ديكلوفيناك مثل فولتارين ودولفين وكاتفلاى فهذه ممنوعة تماما على الأطفال قبل عمر العام لأنها تسبب آثارا جانبية حادة على الكبد والكلى والمعدة كما يمنع استخدامها إذا كان الطفل يعاني من كحة شديدة لأنها تزيد من حدتها والبديل الآمن لخفض الحرارة يكمن في أدوية الباراسيتامول مع استخدام الكمادات.
ويأتي أسبرين الأطفال مثل أسبوسيد ضمن قائمة الممنوعات فهو في الأساس ليس مخصصا للأطفال بل لمرضى القلب والشرايين للحفاظ على سيولة الدم ويحظر إعطاؤه لمن هم دون 12 عاما وإذا تم إعطاؤه للطفل أثناء إصابته بعدوى فيروسية فقد يؤدي إلى متلازمة راي وهي حالة خطيرة قد تسبب الوفاة.
وبالنسبة لحقن المضاد الحيوي فلا يجب أخذها إلا بأمر طبي مباشر مع ضرورة إجراء اختبار حساسية قبل إعطائها للطفل ويمنع تماما أخذها بناء على وصفة من الصيدلي وفي سياق متصل فإن المراهم التي تحتوي على نسبة عالية من الكورتيزون مثل كيناكومب وكوادريديرم لا تستخدم إلا في حالات الضرورة القصوى عبر وضع طبقة خفيفة على منطقة صغيرة من الجلد ولأقصر فترة ممكنة لأن الجسم قد يمتصها مسببة مشكلات صحية كبيرة.
وتشمل القائمة أيضا أدوية التقلصات والمغص مثل فسرالجين التي يمنع إعطاؤها للرضع قبل عمر العام لأنها قد تسبب شللا في حركة الأمعاء بالإضافة لتأثيرها الدوائي على القلب والدورة الدموية وينصح بمعالجة المغص لدى الرضع بالتكريع بعد الرضاعة واستخدام أدوية آمنة عند اللزوم وأخيرا الأدوية المحتوية على الكورتيزون عن طريق الفم مثل فينادون وبريدسول والتي لا تعطى إلا تحت إشراف طبي دقيق وبجرعات محددة ولمدة لا تتجاوز خمسة أيام متتالية.
