
أثار فيلم قصير يحمل اسم ضي اهتماماً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي مسلطاً الضوء على واقع حياة الأطفال المصابين بالمهق أو ما يعرف بالألبينو. يهدف العمل الفني إلى نشر الوعي حول التحديات اليومية والمعاناة التي يواجهها المصابون بهذه الحالة الوراثية وكيفية تعامل المجتمع معهم بشكل إيجابي وداعم.
تتجاوز تأثيرات المهق المظهر الخارجي لتشمل مضاعفات صحية خطيرة ومتعددة الأوجه تؤثر في الجلد والعينين بشكل أساسي. تعد حساسية الجلد الشديدة تجاه أشعة الشمس من أبرز المخاطر التي يواجهها المصابون إذ إن التعرض للضوء قد يسبب تلفاً للجلد يجعله خشناً وسميكاً. كما أن حروق الشمس تمثل أحد أخطر المضاعفات لأنها تزيد بشكل كبير من احتمالات تطور سرطان الجلد.
تكمن خطورة سرطان الجلد لدى المصابين بالمهق في أن أحد أنواعه الشرسة وهو الورم الميلانيني قد يظهر بأشكال غير معتادة. فبسبب نقص صبغة الميلانين قد تظهر الأورام على شكل زوائد جلدية أو شامات وردية أو حمراء بدلاً من اللون البني أو الأسود المألوف وهذا يجعل عملية التشخيص المبكر أكثر صعوبة ويتطلب فحوصات جلدية دقيقة ومنتظمة لتجنب اكتشافه في مراحل متقدمة.
على صعيد آخر تسبب الحالة اضطرابات بصرية قد تكون حادة وتؤثر بشكل مباشر على قدرة الشخص على ممارسة حياته الطبيعية. يمكن لمشاكل الرؤية أن تعيق مسيرة التعلم لدى الأطفال والشباب وتحد من فرصهم في العمل لاحقاً وقد تحول دون قدرتهم على قيادة السيارة مما يفرض عليهم قيوداً إضافية.
ولا تقف التحديات عند الجانب الصحي بل تمتد لتشمل الجانبين الاجتماعي والعاطفي بشكل عميق. يعاني الكثير من المصابين بالمهق من التمييز السلبي وردود الأفعال السلبية من الآخرين والتي تؤثر على صحتهم النفسية. قد يتعرضون للتنمر والمضايقات المستمرة وتُطرح عليهم أسئلة غير لائقة حول مظهرهم أو الأدوات البصرية التي يستخدمونها.
هذه التجارب القاسية قد تؤدي إلى الشعور بالعزلة الاجتماعية وتراجع الثقة بالنفس والتوتر المستمر. ونظراً لأن مظهرهم قد يختلف عن أفراد عائلاتهم أو مجموعاتهم العرقية فإنهم قد يشعرون بأنهم غرباء أو يعاملون على هذا الأساس مما يعمق من شعورهم بالوحدة. لذلك يوصى دائماً باستخدام مصطلح شخص مصاب بالمهق لتجنب أي إيحاءات سلبية.
بالنسبة للعائلات التي لديها تاريخ وراثي مع المهق يمكن للاستشارة الوراثية أن تلعب دوراً محورياً. يستطيع مستشار علم الوراثة مساعدة الأهل على فهم نوع المهق الموجود في العائلة وتقدير احتمالات إنجاب طفل مصاب به في المستقبل بالإضافة إلى شرح الاختبارات الجينية المتاحة التي يمكن إجراؤها.