
تستعد العاصمة الرياض لاحتضان المؤتمر الثاني للإنتربول حول مستقبل العمل الشرطي الذي سيقام بمقر جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على مدى يومين في شهر أكتوبر من عام 2025. وينعقد هذا الحدث الدولي الهام تحت رعاية كريمة من الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس المجلس الأعلى للجامعة.
يهدف هذا المؤتمر الذي تنظمه منظمة الشرطة الجنائية الدولية الإنتربول إلى استكشاف آفاق العمل الشرطي ورسم ملامحه المستقبلية في ضوء التسارع التقني الهائل الذي يشهده العالم. كما يسعى إلى تزويد أجهزة إنفاذ القانون بالرؤى والأدوات اللازمة للتعرف على المتغيرات الأمنية المحتملة والاستعداد للتعامل معها بكفاءة وفعالية وبمشاركة واسعة من الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية.
وقد أكد الدكتور عبدالمجيد البنيان رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن رعاية وزير الداخلية لهذا المؤتمر تعكس أهميته الاستراتيجية الكبيرة على الساحة الدولية. وأشار إلى أن هذا الحدث سيشكل منصة عالمية لمناقشة موضوعات حيوية تشغل الأوساط الأمنية حول العالم. ومن أبرز هذه الموضوعات كيفية تكييف النماذج الشرطية الحالية لتتناسب مع التحديات والتهديدات الأمنية المستجدة في مدن المستقبل الذكية ووضع إطار عالمي يحدد المهارات والكفاءات الضرورية لرجال الأمن في العصر الرقمي بالإضافة إلى صياغة نموذج قيادي مبتكر لمؤسسات الشرطة يمكنها من مواجهة التحديات بمرونة.
وأوضح البنيان أن هذه الرعاية تعد استمرارًا للدعم المتواصل الذي يقدمه وزير الداخلية لهذه المؤسسة الأكاديمية الأمنية العربية الرائدة. ويأتي هذا في سياق الدعم الشامل الذي تحظى به الجامعة من دولة المقر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وهو الدعم الذي مكن الجامعة من تحقيق رسالتها وتنفيذ رؤيتها في تأهيل وإعداد القادة والخبراء العرب في مختلف المجالات الأمنية وتقديم الدعم اللازم لصناعة القرار الأمني العربي.
سيجمع المؤتمر في نسخته الثانية لفيفًا من القيادات الأمنية والشرطية رفيعة المستوى إلى جانب خبراء من القطاع الخاص والأكاديميين. وسيتركز الحوار على وضع استراتيجيات فعالة وخطوات عملية للتعامل مع التحديات المعقدة التي يتوقع أن تواجه المجتمع الشرطي خلال السنوات القادمة. وستشمل قائمة المشاركين خبراء متخصصين في مجالات المدن الذكية والذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.
وتأتي استضافة الجامعة لهذا المؤتمر تتويجًا للشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تربطها بمنظمة الإنتربول والتي بدأت في عام 2005 ثم تعززت بتوقيع مذكرة تفاهم في عام 2011 ووصلت إلى ذروتها بانضمام الجامعة إلى شبكة أكاديمية الإنتربول العالمية في عام 2020. وقد أثمرت هذه الشراكة الراسخة عن تنظيم العديد من الأنشطة العلمية والبرامج التدريبية المشتركة في مجالات حيوية مثل التدريب الشرطي ومكافحة الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة والإرهاب والقرصنة والحماية المدنية.
وانطلاقًا من خطتها الاستراتيجية NAUSS 2029 تولي جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أهمية قصوى لتطوير التعاون الدولي وتوسيع شبكة شراكاتها الاستراتيجية. ويأتي ذلك تنفيذًا للتوجيهات السديدة من الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وإخوانه وزراء الداخلية العرب الذين يؤكدون باستمرار على ضرورة فتح آفاق جديدة للتعاون العربي الدولي خصوصًا مع المؤسسات الأكاديمية والأمنية والمنظمات الدولية ذات الصلة ببرامج الجامعة وأهدافها.