حنان الأم دواء طبيعي للمناعة.. خبير يكشف كيف يحمي جسدك من الأمراض

حنان الأم دواء طبيعي للمناعة.. خبير يكشف كيف يحمي جسدك من الأمراض
حنان الأم دواء طبيعي للمناعة.. خبير يكشف كيف يحمي جسدك من الأمراض

أكدت دراسات علمية حديثة أن العلاقة العاطفية القوية بين الأم وطفلها لا تقتصر على الجانب النفسي فحسب بل تمتد لتكون بمثابة درع وقائي بيولوجي يعزز الجهاز المناعي للطفل بشكل كبير ويحميه من الأمراض المختلفة مما يجعل حنان الأم دواء طبيعيا فعالا.

يوضح الدكتور مجدي بدران استشاري أمراض الحساسية والمناعة أن شعور الطفل بالحب والأمان الذي تمنحه له والدته يؤدي إلى إحداث توازن في المحور العصبي الكظري المسؤول بشكل مباشر عن مستويات التوتر في الجسم وهذا التوازن يسمح لجهاز المناعة بالعمل بكفاءته القصوى لمواجهة أي عدوى محتملة.

وتعمل هذه الآلية البيولوجية الدقيقة عبر عدة مسارات منها خفض مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول الذي يعرف بتأثيره الذي يضعف المناعة ويجعل الجسم أكثر قابلية للإصابة بالعدوى والأمراض.

في المقابل يزداد إفراز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون الحب والذي يقوم بدور حيوي في تعزيز نشاط خلايا المناعة بالإضافة إلى قدرته على تقليل مستويات الالتهاب في الجسم ما يشكل خط دفاع طبيعي.

كما يلعب الحنان دورا مهما في تحسين جودة نوم الطفل الأمر الذي يعتبر ضروريا لعمليات تجديد الخلايا المناعية وتقويتها فالنوم العميق والمستقر يتيح للجسم فرصة لإعادة بناء دفاعاته بشكل أقوى.

تأتي هذه المعلومات في وقت تزداد فيه أهمية تقوية الجهاز المناعي لدى الكبار والصغار على حد سواء للوقاية من الأمراض المعدية المنتشرة خاصة مع تغير الفصول والتي غالبا ما تكون أدوارا صعبة وتتطلب فترات راحة وعلاجا تحت إشراف طبي.

لا تتوقف فوائد حنان الأم عند تقوية المناعة فقط فالأطفال الذين يحظون بتواصل بصري مستمر ولمسات لطيفة وإيماءات مريحة من أمهاتهم يظهرون مستويات أعلى من الذكاء العاطفي والقدرة على التعاطف مع الآخرين كما يساهم هذا الدفء في بناء شخصية قادرة على التكيف الاجتماعي.

وبذلك تصبح اللمسة الدافئة أو النظرة الحانية أو الحضن المطمئن علاجا وقائيا طبيعيا لا يرى بالعين المجردة لكنه يحدث تأثيرا فسيولوجيا عميقا في جسد الطفل وعقله ليكون أقوى من أي دواء في بناء مقاومته للأمراض والتوتر.

وتهتم الأمهات عادة بتوفير التغذية السليمة وتنظيم مواعيد النوم والطعام لأطفالهن بهدف الحفاظ على قوة جهازهم المناعي ومساعدتهم على مقاومة الأمراض ليأتي الدعم العاطفي ليكمل هذه المنظومة الصحية المتكاملة.