
واصلت أسعار الذهب العالمية مسارها الصعودي القياسي للأسبوع السابع على التوالي محطمة مستويات تاريخية جديدة حيث يأتي هذا الارتفاع الملحوظ مدفوعا بحالة من القلق المتزايد في الأسواق بشأن التداعيات الاقتصادية المحتملة لإغلاق حكومي مطول في الولايات المتحدة بالإضافة إلى التوقعات السائدة بخفض أسعار الفائدة قريبا.
انعكس هذا الزخم العالمي بشكل مباشر على السوق المحلية في مصر حيث شهدت أسعار الذهب استقرارا نسبيا في بداية تعاملات الخميس 9 أكتوبر 2025 بعد أن سجلت قفزة تاريخية في اليوم السابق ووصلت إلى أرقام غير مسبوقة. وقد أكد إيهاب واصف رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية أن الذهب المحلي يسجل أرقاما قياسية جديدة تأثرا بالصعود العالمي حيث بلغ سعر الذهب عيار 21 الأكثر تداولا في مصر 5430 جنيها. وفي السياق ذاته سجل عيار 24 سعر 6206 جنيهات بينما وصل سعر عيار 18 إلى 4654 جنيها وبلغ سعر الجنيه الذهب 43440 جنيها.
في ظل هذه التطورات أصدر بنك يو بي إس توقعاته التي تشير إلى احتمال استمرار صعود المعدن الأصفر ليصل سعر الأونصة إلى 4200 دولار خلال الأشهر القادمة. ويستند البنك في تحليله إلى أن انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية في الولايات المتحدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب وهو أصل لا يدر عائدا كما يعتبر استمرار ضعف الدولار الأمريكي بوجه عام عاملا إضافيا يدعم هذا الاتجاه الصعودي للمعدن النفيس.
ولم تقتصر النظرة الإيجابية على هذا الحد بل ذهبت مؤسسات دولية أخرى إلى أبعد من ذلك حيث أشار واصف إلى أن بنك جولدمان ساكس قام بتعديل توقعاته السعرية ورفع مستهدفه للأونصة إلى 4900 دولار. ويعكس هذا التعديل تغيرا واضحا وثقة متزايدة من كبرى المؤسسات المالية في مستقبل الذهب كأداة استثمارية آمنة خلال الفترة المقبلة.
يدعم هذه الرؤية المتفائلة للسوق سلوك البنوك المركزية حول العالم والتي عادت لزيادة احتياطياتها من الذهب فقد أضافت هذه البنوك ما مجموعه 15 طنا من الذهب صافيا إلى خزائنها خلال شهر أغسطس. وتأتي هذه الخطوة لتعكس عودة قوية لشهية الشراء بعد فترة من الثبات في يوليو وتتماشى مع نمط المشتريات الشهرية الذي لوحظ في الفترة بين مارس ويونيو.