
تعتبر فترة النقاهة بعد جراحة استئصال اللوزتين مرحلة دقيقة وحساسة للأطفال حيث يمثل اختيار نوعية الغذاء المناسب تحديا كبيرا للأمهات إذ يلعب النظام الغذائي دورا محوريا في تسريع عملية التئام الجرح وتخفيف الألم ومساعدة الطفل على استعادة عافيته سريعا دون مضاعفات.
أوضحت أخصائية التغذية العلاجية هدير جميل أن الرعاية الغذائية السليمة للطفل بعد هذه العملية الجراحية لا تقل أهمية عن توفير الراحة والهدوء له فالطعام المقدم يجب أن يدعم مناعة الجسم ويساعد على مقاومة أي التهابات محتملة في منطقة الجرح وتأتي هذه الجراحة عادة كحل ضروري لحالات تكرار التهاب اللوزتين أو تجمع الصديد الذي قد يشكل خطرا على صحة الطفل العامة.
خلال اليوم الأول بعد الجراحة يجب أن تقتصر تغذية الطفل على السوائل الباردة والطبيعية تماما وينصح بتقديم عصائر الفاكهة الطازجة المعدة في المنزل مع تجنب إضافة السكر أو استخدام كمية قليلة جدا منه ويجب الامتناع كليا عن العصائر المعلبة لأنها تحتوي على مواد حافظة وأصباغ تضعف المناعة وتهيج الحلق كما يمكن تقديم الآيس كريم للطفل كوسيلة لتبريد وتخفيف ألم الحلق شرط أن يكون بسيطا وخاليا من أي إضافات صلبة كالبسكويت أو المكسرات التي قد تسبب جرحا أو صعوبة في البلع.
مع بداية اليوم الثاني يمكن إدخال الأطعمة اللينة والباردة إلى النظام الغذائي للطفل وتعد الحلويات المنزلية مثل الأرز باللبن والمهلبية والكاسترد والجيلي والكريم كراميل خيارات ممتازة ومن الأفضل تحليتها بعسل النحل الأبيض الطبيعي بدلا من السكر حيث يساهم العسل في تقوية مناعة الطفل ويمتلك خصائص مضادة للالتهاب تساعد على الشفاء.
في اليوم الثالث يمكن البدء بتقديم الشوربات شريطة أن تكون باردة أو فاترة وليست ساخنة ومن الأمثلة المناسبة شوربة لسان العصفور أو شوربة الخضار المهروسة جيدا ويجب الانتباه إلى استخدام أقل كمية ممكنة من الملح وتجنب إضافة أي نوع من التوابل بشكل قاطع لأنها قد تلهب الجرح وتزيد من شعور الطفل بالألم بشكل حاد.
يعد الحفاظ على ترطيب جسم الطفل عاملا أساسيا للتعافي لذا يجب تشجيعه على شرب كميات كافية من الماء والسوائل على مدار اليوم فهذا لا يقوي مناعته فقط بل يسهل عملية البلع ويمنع جفاف الحلق ما يعزز سرعة الشفاء كما أن إعطاء الطفل ملعقة صغيرة من عسل النحل يوميا يساعد بشكل فعال على ترطيب الحلق والالتئام السريع للجرح بفضل خصائصه العلاجية الطبيعية.