
شهدت أسعار الذهب استقراراً ملحوظاً خلال تعاملات اليوم الخميس حيث حافظ المعدن الأصفر على موقعه فوق الحاجز النفسي والتاريخي لمستوى 4000 دولار للأونصة وهو المستوى القياسي الذي نجح في اختراقه للمرة الأولى على الإطلاق في تداولات يوم أمس الأربعاء.
يأتي هذا الأداء القوي للمعدن النفيس مدعوماً بمجموعة من العوامل التي عززت جاذبيته كملاذ آمن للمستثمرين فقد قفز سعره بنسبة تقارب 54% منذ بداية العام الحالي. ويعود هذا الصعود الكبير إلى عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية حول العالم وضعف أداء الدولار الأمريكي وزيادة الطلب على صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب فضلاً عن الإقبال المتزايد من المستثمرين الأفراد الذين يسعون للتحوط من المخاطر في ظل تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية.
وتتغذى آمال الأسواق على توقعات متزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيقدم على المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة خلال ما تبقى من العام الجاري. وتشير تحليلات السوق إلى أن احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع أكتوبر تشرين الأول تبلغ 95% بينما تصل نسبة احتمالية خفض آخر في ديسمبر كانون الأول إلى 83% ومن المعروف أن الذهب الذي لا يدر عائداً يزدهر في بيئات الفائدة المنخفضة.
وعلى صعيد الأسعار الفورية استقر سعر الأونصة عند 4037.39 دولاراً بعد أن سجلت رقماً قياسياً جديداً أمس عند 4059.05 دولاراً. في المقابل شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم شهر ديسمبر كانون الأول تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.3% لتستقر عند مستوى 4056.10 دولاراً للأونصة.
ولم يقتصر الأداء الإيجابي على الذهب وحده فقد شهدت أسواق المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة حيث ارتفع سعر الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% مسجلة 48.91 دولاراً للأونصة وذلك بعد أن بلغت أعلى مستوى لها في التاريخ عند 49.57 دولاراً يوم أمس. وعلى النقيض من ذلك انخفض سعر البلاتين بنسبة 0.7% ليصل إلى 1650.60 دولاراً وتراجع سعر البلاديوم بنسبة 1% ليستقر عند 1435.25 دولاراً.