
يُعرف الزعتر بكونه مكوناً أساسياً في المطبخ وكنزاً في الطب البديل حيث تتجاوز استخداماته مجرد إضافة نكهة مميزة للأطباق ليصبح صيدلية طبيعية متكاملة غنية بالمركبات الحيوية والفيتامينات ومضادات الأكسدة التي تقدم للجسم فوائد صحية لا حصر لها وتجعله عنصراً ضرورياً في النظام الغذائي اليومي.
تكشف الأبحاث العلمية أن الزعتر يلعب دوراً حيوياً في دعم صحة القلب والأوعية الدموية إذ تساهم مكوناته الفعالة في تنظيم مستويات ضغط الدم وتخفيض نسبة الكوليسترول الضار في الجسم وهو ما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. ولا يقتصر تأثيره الإيجابي على ذلك بل يمتد ليشمل الجهاز الهضمي حيث يعمل على تحفيز إنتاج الإنزيمات الهاضمة ويساعد في التخفيف من مشكلات الانتفاخ والغازات مما يعزز عملية الهضم ويسهل امتصاص العناصر الغذائية بفعالية أكبر.
يحتوي الزعتر على مركبات قوية مثل الثيمول والكارفاكرول وهما مركبان يمنحان هذه العشبة خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات مما يجعله سلاحاً طبيعياً فعالاً في مواجهة العدوى الموسمية وتقوية جهاز المناعة. كما يُعد الزعتر حليفاً قوياً لصحة الجهاز التنفسي إذ استخدم منذ القدم كعلاج تقليدي للسعال والتهابات الحلق حيث تعمل خصائصه المضادة للالتهاب على توسيع الشعب الهوائية وتخفيف أعراض نزلات البرد والإنفلونزا وطرد البلغم.
بفضل محتواه العالي من مضادات الأكسدة يوفر الزعتر حماية لخلايا الجسم من الأضرار التي تسببها الجذور الحرة وهي جزيئات غير مستقرة تساهم في ظهور علامات الشيخوخة وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. وإلى جانب فوائده الجسدية يساهم زيت الزعتر العطري في تحسين الحالة المزاجية إذ يُعرف بقدرته على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل مشاعر القلق والتوتر مما يجعله خياراً طبيعياً لدعم الصحة النفسية.
يمكن الاستفادة من الخصائص العلاجية للزعتر بطرق متنوعة ومتعددة فيمكن إضافته طازجاً أو مجففاً إلى مختلف أنواع الأطعمة لتعزيز نكهتها وقيمتها الغذائية. كما يمكن تحضيره كمشروب عشبي دافئ خاصة في فصل الشتاء لعلاج أعراض البرد أو استخدام زيته العطري عن طريق الاستنشاق أو التدليك للاسترخاء وتحسين الصحة العامة.