حادثة جثمان الرس.. خطأ فادح يتكرر للمرة الثالثة بعد مأساتي بريدة وأملج

حادثة جثمان الرس.. خطأ فادح يتكرر للمرة الثالثة بعد مأساتي بريدة وأملج
حادثة جثمان الرس.. خطأ فادح يتكرر للمرة الثالثة بعد مأساتي بريدة وأملج

أصدر أمير منطقة القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز توجيها عاجلا بتشكيل لجنة للتحقيق الفوري في حادثة مؤلمة وقعت داخل أروقة مستشفى الرس حيث تم تسليم جثمان بالخطأ إلى عائلة غير عائلته. ويأتي هذا التوجيه ليؤكد على ضرورة كشف الحقيقة كاملة ومحاسبة المسؤولين عن هذا التقصير الفادح الذي يمس كرامة المتوفين ومشاعر ذويهم.

فصول الواقعة المأساوية بدأت عندما وقف أب يستعد لوداع ابنته للمرة الأخيرة ليجد نفسه أمام جثمان شاب غريب لا يعرفه. في تلك اللحظة الصعبة تحولت مشاعر الحزن والفقد إلى صدمة وكشفت عن خطأ إداري جسيم حيث اختلطت الأوراق والإجراءات لتُسلم جثة باسم شخص آخر في مشهد يعكس خللا يهز الضمير قبل أن يهز الأنظمة الإدارية.

ما يزيد من وقع الحادثة هو أنها ليست الأولى من نوعها في ذاكرة المنطقة فالأحداث تعيد نفسها بصور مختلفة لتطرح تساؤلات حول الإجراءات المتبعة في حفظ كرامة الموتى. فقبل سبعة عشر عاما شهد مستشفى بريدة المركزي فاجعة مشابهة حين تم استبدال جثمان متوفاة بآخر وتكرر المشهد المأساوي في أملج عام 2017 مما يثبت أن هذه الأخطاء ليست حوادث معزولة بل علامات استفهام تحتاج إلى إجابات حاسمة.

إن هذه الواقعة تتجاوز كونها مجرد خطأ طبي أو إداري لتمثل مساسا عميقا بمعنى الوداع الأخير. فالإنسان يُكرم حيا وميتا وتسليم جسده لغير أهله يترك جرحا غائرا في نفوس الأحياء ويهز ثقتهم في المنظومة الصحية. إن التقصير في مثل هذه التفاصيل الدقيقة التي تصون حرمة الموتى يعكس برودا إداريا لا يتماشى مع حرارة الموقف الإنساني.

جاء توجيه أمير القصيم ليضع حدا لهذا التهاون وليعيد الأمور إلى نصابها مؤكدا أن المحاسبة ليست مجرد إجراء روتيني بل هي إنصاف للضحايا وضرورة لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي. فالقضية لا تتعلق فقط بخطأ في تحديد هوية جثمان بل بضمان حق كل إنسان في أن يوارى الثرى بيد أهله الذين يعرفونه حق المعرفة.